التقيناها بوهران مدعوة كضيفة شرف بالدورة الثامنة لمهرجان وهران للفيلم العربي.. هي الفنانة اللبنانية تقلا شمعون التي تتحدث في هذا الحوار مع "البلاد"؛ عن تجربتها الدرامية المميزة وابتعادها عن السينما اللبنانية التي تخضع لشروط. كما تتحدث عن السينما الجزائرية ونجاحها في إيجاد مكان لها بالمهرجانات العربية والدولية. تزورين الجزائر للمرة الأولى في إطار مهرجان وهران.. حدثينا عن هذه المشاركة؟ بالفعل هي المرة الأولى التي أزور الجزائر، هذا البلد المميز، أنا هنا بوهران ضيفة شرف في المهرجان وأعتقد أن مشاركتي في هذه التظاهرة السينمائية فرصة جيدة للقاء بنجوم الفن السابع وصناع السينما في الوطن العربي وأن أتابع كم الأفلام العربية المشاركة.. ودعوني أفتح قوسا هنا لأشيد بوجود صناعة سينمائية عربية ويكفي أن مثلت الجزائر العرب في مهرجان "كان" وافتكت جائزته الكبرى.. السينما العربية والمغربية خاصة لها خصائص وميزات ولغة مميزة ويكفي أيضا أن تكون مضامين السينما العربية مستوحاة من واقعنا كعرب.. من معاناتنا كشعوب.. السينما العربية لا تشبه السينما الغربية في شيئ. ولكنك ممثلة تخصصت في الدراما وعزفت عن السينما.. هل لك أن توضحي سبب هذا الانصراف عن السينما اللبنانية؟ في الواقع هو ليس عزوفا بما تحمله الكلمة من معنى المقاطعة، ولكن ركزت أكثر في الدراما بما يتناسب مع قناعاتي ومبادئي. كيف ذلك؟ الصناعة السينمائية في لبنان لا تحظى بدعم الدولة، وما تشاهدونه من أفلام لبنانية مجرد اجتهادات ومحاولات لأشخاص، أكثرهم يلجأ إلى دول غربية بحثا عن التمويل، وهذا ما يجعل تلك الأفلام اللبنانية تقع في مسألة بغاية الخطورة، وهي أن يرضخ المخرج اللبناني للمنتج الغربي ولشروطه، وأنا أرفض المشاركة في أعمال بهذا الشكل تسيئ لصورة المرأة اللبنانية.. أنا أبحث عما يناسبني من نصوص وما يناسب بلدي لبنان وقضاياه بعيدا عن أي استفزاز. تابعناك في مسلسل "روبي" بدور "عليا" وأجمع النقاد على أدائك، ولكنك تحصرين نفسك دوما في دور "الأم".. لماذا وأنت فنانة شابة تليق بها أدوار أخرى؟ بالفعل المسلسل كان ناجحا ودوري فيه من أهم أدواري التي أعتز بها، وأتفق معك أنني ظهرت في الكثير من المسلسلات بدور "الأم" وفي كل حالاتها الانفعالية والاجتماعية وأقنعت الجمهور، لكني سأعمل مستقبلا على الخروج من هذا الإطار الذي يحاول الكثير من المخرجين حصري فيه واستسهلوه؛ لذا سترون في شهر رمضان القادم تقلا شمعون في دور جديد ومختلف في مسلسل "24 قيراط". ما رأيك في فنانات لبنانيات توجهن إلى الدراما المصرية وتخلين عن لهجتهن اللبنانية، ولماذا لم تسلكي هذا التوجه؟ ببساطة لأني لا أجيد اللهجة المصرية ولا أضمن نجاحي في دور امرأة مصرية بتفاصيلها.. سيكون أمرا صعبا.