الدراما اللبنانية تقتحم البيوت وسوريا حلقة الوصل مع انطلاق شهر رمضان علت صيحات المنافسة والسباق الدرامي في العالم العربي والجزائر، حيث يعتبر الشهر الاستثمار الأكبر ولأنجح بالنسبة للمنتجين الذي يحرصون جميعهم على أن تكون أعمالهم جاهزة. وفي ظل جفاف الساحة الدرامية الجزائرية، أو بالأحرى سذاجة الأعمال المطروحة، يحد الجزائري نفسه في رحلة البحث عن أعمال ترقى لمستوى ذوقه، فدخلت البرامج والأعمال الدرامية العربية منافسة بقوة لتفتك المشاهدة الجزائري من نظيرتها المحلية التي لم تستطع مواكبة قوة المشهد الدرامي على الساعة العربية، ولعل المسلسل المشترك "تشيلو" الذي تعرضه مجموعة كبيرة من القنوات العربية هو واحد من تلك الأعمال التي استقطبت العائلات الجزائرية وخاصة ربات البيوت اللاتي يتابعنه باهتمام، خاصة وأن أبطال العمل ساهموا السنة الماضية في إنجاح المسلسل الدرامي "لو" الذي لاقى رواجا في الجزائر وخارجها. ويتحدث مسلسل "تشيلو" المشترك بين سوريا ولبنان، عن الخيانة الزوجية والصراع على المال والحب وقد كسر العمل كل الحواجز مع المشاهد الجزائري الذي تابع حلقاته الأولى باهتمام وسط زخم الإنتاجات الدرامية والكوميدية على الساحة. ونجح "تشيلو" في جذب اهتمام المشاهدين، والمتابعين والنقّاد للأعمال الرمضانيّة تحت إدارة المخرج سامر البرقاوي، الذي نجح العام الماضي في قيادة سفينة "لو". فالصورة الإخراجيّة ممتازة، وذات جودة عالية، كما برع المخرج في اختيار أماكن التصوير، وتحديداً بيت الزوجيْن نادين ويوسف الذي يتسّم بالأناقة والبساطة في آن، في حين نقل لنا فخامة وترف شقّة ومكتب رجل الأعمال الثريّ تيّم حسن، وكذلك الأحياء الراقيّة والشعبيّة من مدينة بيروت حيث صُوّر العمل. ويروي قصّة المسلسل رفيق، وهو عرّاب زواج ياسمين التي تؤدّي دورها نادين نجيم، وآدم الذي يؤدّي دوره يوسف الخال. تتزوّج ياسمين عازفة آلة التشيللو من حبيبها آدم عازف البيانو من دون موافقة والدتها التي تتبرّأ منها. وبعد الزواج يقرّر آدم وياسمين أن ينفّذا مشروعهما الحلم بتأسيس ملهى ليليّ يقدّمان عزفهما فيه، فيحصل آدم على التمويل اللازم للمشروع بعد نيله الموافقة من البنك على قرض ماليّ، وبعد إنشاء المشروع واكتماله تقع الكارثة بوقوع حريق داخل الملهى الليليّ نتيجة إهمال ياسمين بنسيان ماكينة تسخين القهوة مشتعلة. تتحطّم آمال الزوْجيْن، ولكنّ آدم يحافظ على رصانته، وحبّه لزوجته ياسمين، ويحاول طوال الوقت تفادي مناقشة الموضوع معها كي لا يزعجها ويشعرها بالذنب، ولكنهما يجدان نفسيهما عرضةً لتهديد البنك، وورطة شركة التأمين التي لا توافق على تغطية تكاليف الأضرار نتيجة الإهمال الحاصل، فيطلب الزوجان من البنك مهلة زمنيّة قدرها شهر لتسديد مستحقّاته. وهنا يتعرّض الزوجان لتدخّل كلّ من تيمور "تيم حسن" رجل الأعمال المليونير الفاحش الثراء الذي يعرض عليهما عرضاً غير لائق، مصوّباً سهامه نحو ياسمين، مهدّداً علاقة الحبّ القويّة بينها وبين آدم، ومن جهة أخرى يبرز دور "عليا" السيّدة الأربعينيّة الجميلة التي تحبّ آدم، وتلعب دورها في المسلسل الممثّلة اللبنانيّة كارمن لبّس. فتسعى عليا إلى استمالة آدم إليها بعد تعرّضه لخسارة الملهى الليليّ جرّاء الحريق، وتعرُض عليه المساعدة المالية بشرط أن يخضع لحبّها. الحبكة الدراميّة منفّذة بإتقان، وتتصاعد وتيرتها حلقة بعد حلقة، كما أنّ أدوار البطولة موزّعة بشكل عادل على الأبطال الثلاثة، مع الأخذ في الاعتبار براعة الممثّلة اللبنانيّة كارمن لبّس في تجسيد دورها كسيّدة أربعينيّة تعيش المغامرة العاطفية بتهوّر دون الأخذ في الاعتبار بسنّ ابنها الذي بات في عمر المراهقة. كما تسعى عليا إلى استفزاز ياسمين زوجة آدم، ولا تتردّد في نهاية الحلقة الرابعة بأن تطلب منها بجرأة كبيرة بأن تعيرها زوجها بعدما رتّب لهذا اللقاء تيمور كي يستفيد من زعزعة علاقة الثنائي آدم وياسمين لصالحه، بعدما علِم بالحبّ الذي تكنّه عليا لآدم..