ضربت خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" من جديد بعدما نفذت ثلاث عمليات إرهابية "نوعية" خلال رمضان في الكويت وتونس وفرنسا، إضافة إلى الهجمات "الروتينية" في العراقوسوريا وليبيا. ويبدو أن "داعش" ضرب هذه المرة بقوة عنيفة مما أدى إلى مقتل عشرات المواطنين والسياح وأعوان الأمن في اعتداءات متزامنة هزّت ثلاث قارات. وتشتغل دوائر أمنية ومخابر بحث عالمية مع هذه العودة "اللافتة" و«المهيكلة" للنشاط الإرهابي للإحاطة أكثر بعوامل قوة التنظيم الأكثر دموية في العالم، وكيف فشلت كل "الحملات" العسكرية التي قادها التحالف الدولي في القضاء عليه أو التخفيف من حدة ضرباته المتتالية ولماذا تعجز أجهزة الاستخبارات بما تملكه من إمكانات في الرصد والتعقب والملاحقة في التعاطي مع وتيرة "اعتداءاته" المباغتة. وما حقيقة الاتهامات التي أطلقتها عدّة جهات بكون عدد كبير من الدول يدعم هذا التنظيم أو على الأقل يتواطؤ مع مخططاته. ومن أين يحصل تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يتمدد بطريقة تطرح العديد من الاستفهامات على الأموال حتى يعلن ميزانية حجمها مليارا دولار للعام الجاري 2015؟ هذه الأسئلة الملحة يطرحها خبراء أمنيون في العديد من دول العالم، خاصة أمريكا التي ورطت المنطقة وتورطت في العراق. ووفق الخبير في الشؤون الإسلامية رومان كاييه -من المعهد الفرنسي للشرق الأوسط- فإن عددا من قادة التنظيم العسكريين عراقيون أو ليبيون. وفيما يخصّ جنسيات مقاتلي تنظيم الدولة فإن معظم مقاتليه في سوريا هم سوريون، لكن قادة التنظيم غالباً ما يأتون من الخارج وسبق أن قاتلوا في العراق والشيشان وأفغانستان وعلى جبهات أخرى. وفي العراق معظم مقاتلي التنظيم هم عراقيون. وتتضارب الأنباء بشأن مصادر تمويل هذا التنظيم بين من يتهم نظام أجهزة استخبارات إقليمية بتمويله ومن يقول إن التنظيم في كل من سورياوالعراق يجمع جزءا من موارده المالية عن طريق الجزية والإتاوات التي يفرضها على سكان المناطق التي يسيطر عليها، لكن المعروف أنه سيطر في سوريا على آبار النفط في دير الزور وصدرت تقارير عن بيعه النفط لتجار محليين وحتى للحكومة السورية. وفي الصدد ذاته، لاحظ ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون الإرهاب أن تنظيم الدولة الإسلامية تمكّن من جمع تمويلات تقدر بعشرات الملايين من الدولارات شهرياً. وقال كوهين "نحن في وزارة الخزانة نركز جهودنا على معرفة مصادر تمويل "داعش". ولكن حتى الآن ومنذ ذلك التقرير لم تصدر الحكومة الأمريكية أية تقارير مفصلة حول المعلومات التي حصلت عليها بشأن تمويلات "داعش"، لكن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ألقى الضوء على هذه التمويلات في تقرير مفصل صدر أخيراً، وأكد فيه أن معظم الأموال التي يحصل عليها تنظيم "داعش" تأتي من التهريب والابتزاز والجرائم المنظمة التي ترتكبها بشكل يومي. وذكر التقرير "حتى قبل استيلاء داعش على مدينة الموصل، فإن التنظيم كان يجمع ضرائب شهرية من الأعمال التجارية في العراق. وقدّر قيمة هذه الأموال بنحو ثمانية ملايين دولار شهرياً". وكان المعهد الملكي البريطاني للعلاقات الخارجية "تشاتهام هاوس" قد ذكر في تقرير صدر الصيف الماضي، أن داعش تحصل على نحو مليون دولار يومياً من مبيعات النفط للتجار من الحقول العراقية وسط العراق وفي المناطق التي تقع تحت سيطرتها. وقال المعهد الملكي البريطاني إن "داعش" يبيع النفط للتجار الذين يقومون بتهريبه إلى تركيا وإيران وسوريا. وحسب تقريره، فإن التنظيم يبيع النفط بأسعار تقدر بنحو 25 دولاراً للبرميل، وهو سعر رخيص مقارنة حتى بأسعار النفط في ظروف انهيار الأسعار الحالية التي تدور حول 60 دولارا للبرميل.