دشنت مصر الفرع الجديد لقناة السويس في احتفال باذخ حضره عدد من زعماء الدول ووفود أجنبية أخرى، ووصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه هدية الشعب المصري للعالم. وارتجل السيسي كلمة أعطى خلالها إشارة البدء إيذانا بالتشغيل الفعلي لما سمي "قناة السويس الجديدة"، ووصف فيها المشروع الذي بلغت تكلفته 8.5 مليارات دولار بأنه "إنجاز تاريخي" قائلا إن الشعب المصري حفرها "في ظروف اقتصادية وأمنية صعبة جدا". وجرى الاحتفال بافتتاح الفرع الجديد للقناة في مدينة الإسماعيلية شمال شرقي البلاد وسط إجراءات أمنية مشددة في أعقاب سلسلة من الهجمات شنها مسلحون متطرفون في شبه جزيرة سيناء والعاصمة القاهرة. ووصل السيسي إلى الإسماعيلية على متن مروحية عسكرية، قبل أن يستقل يختا من العصر الملكي مرتديا بزة عسكرية لتبحر به عبر القناة الجديدة إلى مقر الاحتفال. ورافقت اليخت سفن حربية فيما حلقت في سماء الاحتفال مقاتلات نفاثة ومروحيات وطائرات نقل عسكرية. وقد عبرت بالفعل أول سفينتين متقاطعتين في قناة السويس، وذلك أثناء إلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمته في حفل الافتتاح. وقال السيسي إن المصريين بذلوا خلال سنة "جهدا كبيرا جدا لكي يقدموا للعالم ولمصر هدية من أجل الإنسانية، ومن أجل التنمية، ومن أجل البناء، ومن أجل التعمير". وكانت أعمال الحفر للفرع الجديد لقناة السويس قد دشنها الرئيس السيسي نفسه في الخاليوم من أوت من العام الماضي. وطرح بنك مصر المركزي اكتتابا عاما للمصريين لتمويل أعمال إنشاء الفرع الجديد للقناة، جمع خلاله قرابة تسعة مليارات دولار أمريكي. وتضمن المشروع حفر "قناة جديدة" طولها 37 كلم، وتعميق وتوسيع القناة الأساسية على طول 35 كلم. وتقول الحكومة المصرية إن المشروع الجديد سيزيد من عائدات قناة السويس بأكثر من الضعف لتصل إلى 13.2 مليار دولار بحلول العام 2023، مما سيضخ عملة صعبة في اقتصاد البلاد الذي يكافح جاهدا لاسترداد عافيته بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك وما تلاها من سنوات تخللها انقلاب الجيش بقيادة السيسي على الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من جويلية 2013.