دعوات لانتفاضة أهلية في "سرت" و"داعش" يهدد الأهالي قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن ليبيا تمثل مشكلة كبيرة للغرب منذ 4 سنوات، في كيفية التعامل معها بعد الإطاحة بالراحل معمر القذافي في عام 2011. وأشارت الصحيفة إلى الفوضي التي تعم ليبيا وقتل حلم الثورة الليبية وانتشار المليشيات المسلحة في البلاد، ومحاولة الولاياتالمتحدة وضع خطة لتدريب بعض الليبيين، موضحة أن الإدارة الأمريكية تخلت عن مخططها بعد انزلاق ليبيا نحو العنف وتحولها إلى مستنقع للفوضي في الشرق الأوسط. ورأت الصحيفة أن دور الولاياتالمتحدة في ليبيا أضر أكثر ما أفاد، على الرغم من محاولة إدارة الرئيس باراك أوباما لتقديم الدعم إليها، موضحة أن الدعم الأمريكي كان محدودا وترك أوباما القيادة للأوروبيين. ولفتت إلى أن هجوم بنغازي وقتل السفير الأمريكي كان السبب في تحول البيت الأبيض وتوقف الأنشطة الدبلوماسية ولكن كان من الواضح أهمية الأمن في ليبيا للأمريكيين، ودعمت الولاياتالمتحدة والدول الثمانية الكبار إنشاء قوة في ليبيا، ووافقت واشنطن على تدريب ما بين 6 آلاف إلى 8 آلاف شخص إلى أن يصل عدد المتدربين إلى 20 ألف شخص. وأضافت أن عسكريين أمريكيين أرادوا إنشاء جيش ليبي ولكنهم واجهوا صعوبات لانتماء العديد من الليبيين للمليشيات، مشيرة إلى أن أكثر من 300 ليبي توجهوا إلى بريطانيا للتدريب في عام 2014 في معسكرات باسنبورج إلا إن ثلثهم تم استبعاده وإعادته إلى ليبيا وآخرون طلبوا اللجوء السياسي للمملكة المتحدة، وفي نفس العام عاد جميع المتدربين لارتكابهم اعتداءات جنسية تحت تأثير شربهم الخمر في مدينة كمبريدج. من ناحية أخرى، مع تنامي دعوات أطلقها نشطاء من مدينة سرت للخروج الجمعة على تنظيم "داعش" في انتفاضة أهلية مسلحة لإخراجهم من المدينة أكدت مصادر أهلية أن التنظيم نشر عددا من نقاط التفتيش وشدد من الرقابة على الطرقات والمارة منذ مساء اليوم في كل نواحي مدينة سرت إضافة للمناطق المتاخمة لها شرقا وغربا "النوفلية والستين والخمسين وهرواة وزمزم وأم القندل". وهدد زعيم التنظيم بالمدينة "بابا حسين الكرامي" خلال خطبة الجمعة التي نقلت عبر أثير الإذاعة المحلية للمدينة الأهالي ب"القتل وحز الرؤوس" في حال خروجهم ضد "المجاهدين"، ومضيفا أن التنظيم جهز "المفخخات والانغماسيين" لقتال المرتدين من الرافضين لدولة الخلافة. وواكبت المواقع المقربة من التنظيم حالة الاستنفار الكبيرة التي يشهدها التنظيم في المدينة، حيث نشرت بعضها صورا لبعض المواطنين يخضعون لدروس "استتابة" من قبل التنظيم في منطقة أم القنديل شرقي المدينة. وقالت ذات المصادر إنه رغم كثافة النفير من قبل التنظيم إلا أن الأهالي نشروا الرايات الخضراء ورفضوا شعارات النظام السابق ووضع علم الاستقلال الليبي على الطريق ليطأه المارة في إشارة لفقدانهم الأمل في حكومات "فبراير" لتخليصهم من سيطرة التنظيم على مدينتهم.