على امتداد كتابتي في هذه الزاوية التي تجاوزت الخمس سنوات من ''عجاف'' الكلام الذي لم يؤثر ولم ''يُعثر'' ناقة ولا بعيرا، وصلتني إلكترونيا عشرات الملفات والرسائل المجهولة التي لا تحمل من عنوان إلا بريدا إلكترونيا تكفي دقائق معدودات في قاعة إنترنت لفتحه. عشرات رسائل تحمل أرقاما وأنغاما عن فساد فلان و''علان'' وعن علاقة مدير بسكرتيرة تخونه مع حاجب المؤسسة أو ''حالبها''، لا فرق.. ''إيدز'' الوشايات والرسائل الكاذبة التي لا تحمل من هوية أو جسم إلا عنوان ''الغيرة'' والضغينة والحقد المتفشي في مجتمع فقد الحد الأدنى من القيم ومن الإيمان بالقيامة، لم يعد مجرد داء عابر. ولكنه ظاهرة اجتماعية مقيتة أبطالها مفلسون، وفاشلون،لا يترددون في هتك أعراض العائلات والمحصنات برمي أعراض الناس بما رخص ثمنه من اتهامات ووشايات قد تصل إلى حد قتلهم وهم أحياء، كما حدث مع إشاعة موت المدرب الوطني السابق رابح سعدان التي تناقلتها وسائل الإعلام، وما أفرزته إشاعة موته في عائلته وبين مقربيه. أكاد أجزم بأن التهاوي والانهيار والبؤس الاجتماعي الذي نعيشه، لا علاقة له بقدر الله ولا بقدر الحكومة، فكما المجتمع تفشى فيه ''سيدا'' المتاجرة والتقاذف بالأعراض تزلفا وتقربا من مسؤول ما، فإن تهاوينا وانهيارنا وبؤسنا، كان من جنس ''سيدا'' أو إيدز عام، هوى بقيم المجتمع وبقيمة الإنسان، ليحوله إلى كائن أو ''غول'' حيواني، لا يتوانى عن أكل الميتة ولحم الخنزير تحت شعار رسالة مجهولة تمضغ الأعراض وتقتات من أكياس ''الزبالة'' لتقدمها لوزير أو وال ما حتى يحجز ''الزبال'' موقعا متقدما له في بلاط أنه ''زبال'' بكيس رفيع، فاللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعرفون ولا يستحون.