جمعية أولياء التلاميذ تنصح بحقائب تلائم المتمدرسين لم يعد يفصلنا عن موعد الدخول الاجتماعي إلا بضعة أيام، حيث شرعت العائلات الجزائرية في اقتناء المستلزمات المدرسية لأبنائها. الحقائب المدرسية المحشوة بعدد هائل من الأدوات المدرسية، قد يعرض التلاميذ لخطر الإصابة بأمراض على مستوى الظهر والرقبة، والتي قد تؤدي إلى عجز وإعاقة قد تكون دائمة. وفي هذا الشأن تحذر جمعية حماية وإرشاد المستهلك الأولياء من هذه الحقائب الثقيلة التي أصبحت الوسيلة الوحيدة لحمل كم كبير من الأدوات، والتي حذّر منها أخصائيو طب العظام. من جهتها جمعية أولياء التلاميذ استنكرت بشدة هذه الحقائب المدرسية التي أصبحت تثقل كاهل التلاميذ خاصة الذين يدرسون في السنوات الأولى بسبب البرنامج الدراسي المكثف، ففي الكثير من الأحيان يكون حجم المحفظة أكبر من حجم التلميذ، الأمر الذي جعل أغلبية أولياء الأمور يرافقون أبناءهم لحمل حقائبهم. فمن جهة معاناة الأولياء الذين يضطرون لحمل الحقائب المدرسية عن أبنائهم ومن جهة أخرى معاناة الأطفال الذين يتحتم عليهم حملها على ظهورهم والذين يعيشون مرحلة نمو شاقة لطبيعة البرنامج الدراسي وكذا تحملهم عبء التنقل بمستلزماتهم، خاصة أن هناك أطفالا يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى المدارس. وحذرت جمعية أولياء التلاميذ عبر موقعها الرسمي الأولياء من شراء حقائب ظهر كبيرة لأبنائهم، وتنصح بألا يحمل الأطفال أكثر من 5 إلى 10 بالمائة من وزن أجسامهم، وأن يستخدموا الحقائب المزودة بأحزمة وأربطة على الكتفين، أو تلك المزودة بحزام أمامي، حيث تساعد على نقل جزء من ثقل الظهر إلى البطن. كما نبهت الجمعية إلى عدم الاستهانة بأي عرض يشتكي منه الطفل بسبب حقيبة الظهر، خاصة أن العديد من الأولياء توجب عليهم أخذ أبنائهم إلى أطباء مختصين بعد إحساسهم بآلام بالغة الخطورة، مما جعل المختصين في طب العظام يتحركون لضمان عقل سليم في جسم سليم. وتعتبر المحافظ التي تحمل على كتف واحد هي الأكثر ضررا لأن أربطة الطفل تكون لينة، فيميل نحو جانب أكثر من الآخر، مما يسبب له إعوجاجا في العمود الفقري حسب أخصائي طب العظام، لذا على الأولياء تجنبها قدر المستطاع. أما بالنسبة للحقيبة التي تحمل على الكتفين بمعدل وزن أكثر من المسموح به فتشد الطفل إلى الخلف، فينحني إلى الأمام بهدف موازنة نفسه، وهو ما يؤذي عضلات الظهر ويسبب ارتخاء في عضلات البطن، وتشد العضلات كلها على العمود الفقري من الخلف، وتزداد تقويسته، وإذا ما استمرت المشكلة فقد تسبب له انزلاق العمود الفقري وتعب الأربطة التي يمكن أن تسبب له مشاكل في الظهر عند التقدم في السن. وتؤثر حقيبة اليد كثيرا على الكتف لأنها تشد الأربطة، لا سيما عند الأطفال الصغار ذوي الأربطة الطرية، ويمكن أن تتسبب بارتخائها، فيصبحون بالتالي معرضين لخلع الكتف أثناء ممارسة الرياضة القوية أو عند أي تدحرج أو سقوط قوي، لذلك لا بد من توفر بعض الشروط في الحقيبة المدرسية وهي أن تكون الأحزمة الخلفية للحقيبة عريضة ومبطنة لتعمل على حماية ظهر الطفل، وأن يكون الجزء الخلفي للحقيبة مبطنا، ليخفف من تأثير ثقل محتوياتها على العمود الفقري. كما تنصح جمعية حماية وإرشاد المستهلك باقتناء الحقائب ذات العجلات، والتي تساعد الأطفال على تحريكها من خلال الدفع، إلا أنه لا بد من التنبه إلى الوزن الكلي لهذا النوع من الحقائب، حيث سيقوم الطفل بحملها عند صعود السلالم في البيت أو المدرسة، لذا لا بد من أن تكون قاعدتها مصنعة من مادة خفيفة الوزن. كما أن مقبض الحقيبة يجب أن يتناسب مع طول الطفل، حتى لا يضطر للانحناء طوال الوقت عند دفعها أو سحبها، و يستحسن استعمال الحقائب التي لها حزام يربط حول خصر الطفل أو صدره عند حملها فوق الظهر، لأن ذلك يجعلها قريبة دائما من الجذع، ما يعني أن الثقل سيتوزع على منطقتي الظهر والحوض، كما أن ذلك يحقق توازنا أفضل للجسم أثناء حمل الحقيبة.