يأخذنا الروائي أمين زاوي في روايته الأخيرة "قبل الحُب بقليل"، إلى عوالم مختلفة بزمن السبعينيات الجزائري. وعن الرواية التي ستصدر خلال أيام عن منشورات "ضفاف" اللبنانية و"الاختلاف" الجزائرية" يقول الزاوي في حديثه ل البلاد" إن "هذه الرواية ستتناول بالأساس تاريخ الجزائر من خلال مذكرات أحد الفاعلين بالثورة الجزائرية، وهي تعتبر نقد لمرحلة السبعينيات وما وصلت إليه الجزائر من نكسات، وأيضا الحريات السياسية". وتقوم هذه الرواية على بناء يمزج بين سردين يتقاطع فيهما الحقيقي والرمزي والمُتخيّل، ويتشابك فيهما تاريخانا؛ تاريخ الحكاية العائلية الخاصة والتاريخ الجزائري العام، في حبكة متينة ومشوقة، ساخرة بتعابيرها ومُعطياتها، سلسة بلغتها وأسلوبها، ولقد كانت وهران الفضاء الذي اختاره الزاوي لأحداث روايته هذه، مع تعدد لشخصيات ستمنح القراء جميع الانطباعات الغائبة عن فترة مُعينة بحياة الجزائريين شعبا ودولة. ويضيف الزاوي بخصوص إصداره الروائي الجديد، أن أحداث الرواية جميعها تفضي إلى التطرق لحكم بومدين مع انتقاد نظامه الذي يرى أنه "دمر الحريات الفردية وصعّد من بروز التيار الدموي والمتعصب". وتتوزع شخصيات الرواية وأبطال أحداثها مابين هابيل الشاب الجامعي الذي تضطره ظروفه المعيشية إلى مُغادرة قريته بحثا عن واقع أفضل، فيجد نفسه بائعا للكتب القديمة بأحد شوارع وهران الرئيسية، وبين المجاهد البابا سليمان الذي يجد نفسه يأوي هابيل، وهو بالرواية رجل سياسي مناضل، يتورط عاطفيا بعلاقة حب لم تعش طويلا مع ديفا ذات الأصول الإسبانية، وهي الأخرى مناضلة في الثورة الجزائرية. وأهم حدث يدور في الرواية هو الاتفاق الذي جمع بين البابا سليمان والشاب هابيل الذي يقيم في الكارج الخاص بذلك الأخير، وهي فكرة تدوين مذكرات السي سفيان والتي كانت تكتب وتُدار بجلسات ليلية يومية، ومن خلال السرد الذي كان هابيل يستمتع بتسجيله كتابيا. ويكتشف هذا الأخير أن السي سفيان لديه زوجة بعمر إبنته تدعى سارة، كانت تعمل بقطاع النقل الجوي كمضيفة طيران، وتعرفت عليه بأحد رحلاته من وهران إلى العاصمة، وأثناء هاته التفاصيل، ينسى هابيل نفسه ويدخل بدوامة عشقه لسارة، والتي أخذت أكبر حيز بصفحات المذكرات التي يفترض أن تحمل جوانبا لأحداث ثورية كان السي سفيان شاهدا عليها. لذلك فأهم حدث ميز توثيق تلك المذكرات هو سرد تفاصيل عملية اغتيال للشهيد عبان رمضان بالمغرب. وعن الرواية يؤكد الزاوي أنها ستكون قراءةً للتاريخ الجزائري بعمقِ روائي يستعرض أهم الأحداث التي تجعلك تتوغلُ بينها.