واشنطن تدرس المساعدة بحل أزمة اللاجئين السوريين دعت الأممالمتحدة الاتحاد الأوروبي إلى إقرار خطة عاجلة لاستقبال اللاجئين الذين ما زالوا يتوجهون إلى دول الاتحاد هربا من الحروب رغم ما يواجهون من عراقيل وقيود، خاصة في المجر التي تشيد سياجا في وجوههم. ووجه مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس دعوته إلى قادة الاتحاد لاستقبال ما بين أربعة وخمسة آلاف لاجئ يعبرون البحر يوميا باتجاه أوروبا. وبدوره، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القادة الأوروبيين إلى التضامن مع اللاجئين، معلنا عن اجتماع سيعقد أواخر الشهر الجاري في هذا الشأن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد الناطق باسمه ستيفان دوجاريك أن الأمين العام أجرى اتصالات بقادة سبع دول وهي ألمانياوالنمسا والتشيك واليونان والمجر وبولندا وسلوفاكيا ليؤكد لهم أن معظم القادمين إليهم من اللاجئين يستحقون اللجوء. ومن جانبها، دعت ألمانيا أوروبا إلى فتح مزيد من الأبواب أمام اللاجئين الذين يتدفقون بالآلاف إلى الاتحاد الأوروبي رغم العراقيل. ودعت المستشارة أنجيلا ميركل إلى نظام مفتوح للحصص من أجل توزيع الزامي للأشخاص الذين يحق لهم اللجوء، مشيرة إلى أن تحديد سقف سلفا لعدد اللاجئين لا معنى له، وفق تعبيرها. وتتواصل دون انقطاع حركة اللاجئين الذين يعبرون البحر إلى اليونان ومن ثم إلى دول غرب أوروبا. ووفقا لمسؤولين محليين في ولاية بافاريا بجنوب ألمانيا التي أصبحت نقطة عبور اللاجئين الوافدين من المجر عبر النمسا، فإن حوالي 4400 لاجئ وصلوا إلى ميونيخ، كما يتجه 1500 آخرون إلى مدن ألمانية أخرى بالقطارات. وفي الأثناء، رفض رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس اختيار اللاجئين حسب دينهم، في وقت أعلنت بعض الدول الأوروبية صراحة أنها لا تريد استقبال غير المسيحيين. وقال فالس في كلمة ألقاها في كنيس "الناصرة" اليهودي في باريس قبل أيام من رأس السنة اليهودية إن استقبال اللاجئين يجب أن يتم وفق قواعد, لكنه أكد على أن حق اللجوء حق عالمي يمنع اختيارهم حسب انتمائهم الديني. وجاء تصريح رئيس الوزراء الفرنسي بعدما أبدى رئيسا بلديتين فرنسيتين استعدادهما لاستضافة لاجئين بشرط أن يكونوا مسيحيين، وبرر أحدهما عدم رغبته في استقبال غير المسيحيين بالخوف من الإرهاب. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أعلن أن بلاده ستستقبل 24 ألف لاجئ خلال العامين القادمين، في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى تحديد حصة من اللاجئين لكل واحدة من الدول الأعضاء. وظهرت مواقف رسمية وحزبية مناهضة للاجئين في بعض دول أوروبا على غرار المجر، بينما كانت مظاهر الترحيب بادية في بعض الدول الأخرى على غرار النمساوألمانيا. من ناحية أخرى، يعتزم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقد لقاءين مع أعضاء في الكونغرس، لإطلاعهم على الأعداد التي يمكن للولايات المتحدة استيعابها من اللاجئين السوريين. ويأتي ذلك في وقت تعهدت فيه واشنطن بمد يد العون لحلفائها الأوروبيين في مواجهتهم أزمة اللاجئين المتفاقمة، بينما أعلن البيت الأبيض أنه يدرس مجموعة خيارات للمساعدة في حل أزمة اللاجئين.