حذرت نقابات التربية حكومة سلال من سياسة "خوصصة الثروة وتعميم الأزمة التي تنتهجها، مؤكدة أن هذه السياسة تمهيد لانفجار اجتماعي في الجزائر. وأشارت إلى تنسيق نقابي بين نقابات القطاع سيتوسع إلى نقابات الوظيف العمومي تحضيرا لإضراب عام للرد على سياسة التقشف. كشف نقابيو قطاع التربية، عن أن أغلبية المؤسسات التربوية لم تباشر الدراسة إلى غاية اليوم رغم تعليمات الوزيرة بن غبريت بمباشرتها خلال أول يوم من الدخول المدرسي. وأشار هؤلاء إلى أن حوالي 80 بالمائة من المؤسسات لم ولن تباشر الدروس التي ستبقى مؤجلة إلى ما بعد عيد الأضحى. وقال المنسق الوطني لمجلس ثانويات الجزائر الكلا عاشور إيدير، خلال فوروم جريدة المحور بالعاصمة، أن الدخول المدرسي لم يكن ناجحا، مثلما ادعته الوزارة الوصية بالنظر إلى كون انطلاق الدراسة مس حوالي 30 بالمائة فقط من المؤسسات التربوية أي بالابتدائيات، أما المتوسطات والثانويات فلا تزال الدراسة لم تنطلق بعد وهي مؤجلة إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك. وخلال حديثه عن إجراءات التقشف التي قررتها الحكومة على خلفية انهيار أسعار النفط قال إيدير إن الوضع الذي تعيشه الجزائر، لم يتغير منذ سنوات مادامت السلطة مصرة على انتهاج نفس السياسة وبالتالي تكرار نفس النتائج. وقال إيدير في تصريح ل«البلاد" إنه سواء كان سعر البترول ب150 دولارا أو 40 دولارا فإن القدرة الشرائية لم تتأثر ولم تتغير وبقيت متدنية على مدار سنوات، فبالرغم من أن ثروة الجزائر تضاعف ثروة تونس والمغرب بثلاث مرات، إلا أن قدرة شراء المواطن المغربي والتونسي تفوق الجزائري بثلاث مرات، منتقدا ما سماها سياسة "خوصصة الثروة وتعميم الأزمة"، محذرا بقوله "إنه بهذه السياسة الحكومة تهيء كل الظروف لانفجار اجتماعي في الجزائر. ودعا المجلس العمال من جميع القطاعات إلى إضراب وطني شامل للرد "بقوة" على سياسة التقشف التي انتهجتها الحكومة، والمطالبة بمحاسبة من استفاد من البحبوحة المالية سابقا بدل معاقبة العمال، كاشفا عن تنسيق نقابي للرد على هذه "الانزلاقات" بإضراب وطني عام، حيث سيعقد التنظيم اجتماعا في 2 أكتوبر المقبل، لدراسة تقارير الجمعيات العامة، والبحث عن كيفية توحيد الرؤى في إطار التكتل الذي تم الإعلان عن ميلاده في قطاع التربية في انتظار توسعه إلى باقي قطاعات الوظيف العمومي. من جهته، استغرب المكلف بالإعلام على مستوى الكنابست مسعود بوديبة اتهم تقديم مصالح الوزيرة بن غبريت لأرقام مغلوطة لإنجاح الدخول المدرسي الذي كان سيئا ووصف بوديبة الدخول الاجتماعي لهذه السنة بالأسوأ مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرا إلى أن سلبيات هذا الأخير تظهر نهاية شهر سبتمبر الجاري، حيث سيعود الحراك إلى الجبهة الاجتماعية، وأضاف بوديبة أن النقابات تعمدت انتهاج أسلوب التهدئة والحفاظ على دخول اجتماعي سلمي حتى لا تتهم بالتشويش، إلا أنها لن تبقى صامتة في حال تسجيل أية تلاعبات. الحكومة تتحمل مسؤولية الأوضاع التي تعيشها الجزائر مقابل ذلك، حمل رئيس نقابة عمال التربية والتكوين "انباف" الصادق، دزيري الحكومة مسؤولية الأوضاع التي تعيشها الجزائر، معبرا عن رفض النقابات التقشف على حساب قطاع التربية، وأكد أن التنظيم لا يريد أي إجراء يمس بمكاسب الموظف، محملا الوزارة والحكومة مسؤولية أي اضطراب مستقبلا. ننتظر من بن غبريت تجسيد مطالبنا وإلا سيتم اللجوء إلى الإضرابات وفيما يخص اللقاءات الثنائية المرتقبة مع وزيرة التربية نورية بن غبريت بدءا من 15 أكتوبر المقبل، قال دزيري إن الوزارة طلبت مهلة والمفروض أن تجيب على المحاضر المشتركة، مضيفا أن التنظيم ينتظر لقاءات إيجابية، وإلا سيتم الرجوع إلى نقطة الصفر أي الاحتجاجات، وقال "نريد سنة هادئة ولا نريد إضرابات إلا إذا أرادته الحكومة وهو نفس ما أكده بوديبة، حيث قال إن التنظيم ينظر تجسيد حرفي للمحاضر المتفق عليها وإلا فإن الموسم الدراسي يكون على المحك"، محملا المسؤولية كاملة للوزراة في حال لم تجسد الوعود على أرض الواقع، مهددا في حال تسجيل أي تلاعبات وقفز على المحاضر بالعودة إلى مجلس الأساتذة لاختيار سبل الاحتجاج لافتكاك المطالب العالقة.