مدير السكن بالعاصمة يعترف بإقصاء 1500 عائلة يبدو أن تخوف السلطات من الانزلاقات التي ربما يتسبب فيها المقصين من سكان حي الرملي قد بلغ ذروته، حيث بالرغم من انطلاق عملية الترحيل ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، إلا أنه لم نصادف أي عائلة بموقع 3500 سكن بحي سيدي حماد الكائن ببلدية مفتاح بالبليدة، رغم وصولنا مع الوالي والوفد المرافق له على الساعة ال11.00 صباحا، ماعدا عدد قليل من الشاحنات المحملة بالأثاث إلى جانب عدد هائل من أعوان الأمن، لتطرح عدة تساؤلات عن سبب تأخر وصول العائلات المرحلة في اليوم الأول إلى السكنات الجديدة في الوقت الذي اعترف فيه مدير السكن بولاية الجزائر عن وجود 1500 ملف غير مقبول بحي الرملي. دشن أمس والي العاصمة عبد القادر زوخ برفقة والي ولاية البليدة عبد القادر بوعزي موقع 3500 سكن بحي سيدي حماد الواقع في بلدية مفتاح، الذي كان شبه خال من العائلات المرحلة، إلا عدد قليل من الشاحنات المحملة بالأثاث، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر "البلاد" عدم منح مفاتيح السكن لحوالي 5 عائلات قبل العاشرة صباحا، قدمت إلى الموقع محملة بأثاثها، إلا إنها لم تكن تحمل وصل الإيصال الخاص بقبول ترحيلها ما يعني أنها مقصاة. هذا وعاين الوالي مكاتب ديوان الترقية والتسيير العقاري التابعة لوحدة بئر مراد رايس والتي كانت في انتظار العائلات المرحلة لمنحها المفاتيح، وعبر الوالي عن ارتياحه حينما جال بالحي، فدخل إحدى الشقق وعاين مدرستين ابتدائيتين لاتزال الإشغال الخارجية بهما جارية، إلى جانب زيارته متوسطة وثانوية وحيدة بالحي، وأبدى الوالي ارتياحه لسير العملية التي وصفها بالناجحة حسبه خلال الندوة الصحفية التي عقدها رفقة والي البليدة بالنظر إلى الاحتمالات التي كانت واردة بخصوص عملية إعادة إسكان قاطني الرملي أكبر حي قصديري عبر الوطن، نظرا لكونه أول عملية تتميز بإقصاء عدد كبير من العائلات التي قد تحدث زوبعة بالعاصمة، إلا أن التعزيزات الأمنية كانت بكثرة. وتحدثت مصادر عن تجنيد أكثر من 1200 عون أمن ودركي لتأمين العملية. هذا وأكد الوالي أن جميع المرافق الضرورية متوفرة في الحي من مؤسسات تربوية ومحلات رغم أن بعض المؤسسات التربوية لم تنته الأشغال بها، وهنا قاطعة والي البليدة الذي أكد أن الأشغال الكبرى انتهت ولاتزال الرتوشات السطحية والأشغال الخارجية، وأن ولاية الجزائر أبرمت اتفاقية مع مؤسسة خاصة بالنقل لتوفير وسائل التنقل بالنسبة للمرحلين الجدد والذين يشغلون بالعاصمة، كما سيتم خلال الأسبوع القادم فتح سوقين جواريين والانطلاق في أشغال إنجاز عيادة طبية متعددة الخدمات. وطمأن والي البليدة المرحلين الجدد ووعدهم بتوفير كل احتياجاتهم كونهم أصبحوا من سكان البليدة. وفي سياق متصل دعا والي العاصمة المقصين من عملية إعادة الإسكان إلى التحلي بالهدوء والتقدم بالطعون أمام المكاتب المختصة واعدا إياهم بدراستها بدقة، فيما حمل الذين استفادوا من سكن سابقا مسؤولية ما وصلوا إليه وأن الدولة لن تتحمل مسؤوليتهم ومسؤولية عدم التحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة. استرجاع 300 شقة من المستفيدين المزورين منذ انطلاق عملية الترحيل بالعاصمة كما كشف عبد القادر زوخ أن مصالحه استطاعت استرجاع أزيد من 300 شقة من أشخاص تحصلوا عليها في إطار عملية إعادة الإسكان التي باشرتها ولاية الجزائر وتبين بعد التحريات الميدانية أن العائلات المعنية قد سبق لها أن استفادت من حقها في السكن ليضيف أن الولاية بالمرصاد لمثل هؤلاء المزورين، وتفادى تقديم الرقم الحقيقي للعائلات المقصاة. فيما أكد مدير السكن بولاية الجزائر إسماعيل لومي عن عدم قبول ملف 1500 عائلة من حي الرملي ورفض وصفها بالعائلات المقصاة، مضيفا أن باب الطعون مفتوح أمام الجميع والولاية ستعيد تحقيقاتها بدقة.