دعت الحكومة الجزائرية أمس، المجموعة الدولية إلى "تنسيق المواقف في مواجهة المد الإرهابي لمجموعة "بوكو حرام" الإجرامية التي ضاعفت عملياتها في عدة بلدان إفريقية آخرها التشاد والكاميرون". وأكدت الجزائر أن "التصدي لإرهاب هذه المجموعة يشكل إحدى أكبر التحديات الأمنية التي يقتضي على البلدان المتضررة أن تواجهها بالشدّة المطلوبة لاستئصالها". أكد الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي شريف أمس، أن الجزائر "تدين بشدة الاعتداءين الإرهابيين الداميين الأخيرين اللذين ارتكبتهما الجماعة الإرهابية بوكو حرام في باغا سولا الواقعة على ضفاف بحيرة التشاد وكانغاليري بالكاميرون". وأضاف بن علي شريف يقول "وإذ نعرب عن تضامننا مع عائلات الضحايا وحكومتي التشاد والكاميرون والشعبين التشادي والكاميروني الشقيقين، نجدد إدانتنا للإرهاب ونحيي تعبئة القوات المشتركة للتشاد والكاميرون وبلدان المنطقة الأخرى للقضاء على الجماعة الإرهابية بوكو حرام". ويرى الناطق الرسمي للخارجية الجزائرية أن "التكالب الإرهابي ل«بوكو حرام" على المدنيين الأبرياء والقرويين العزل في عدة بلدان إفريقية بعيدا كل البعد من أن يؤكد أي قوة لهذه الجماعة الدموية، ويدل بشكل واضح على المخططات الإجرامية الرامية إلى ترهيب السكان والحصول على زخم إعلامي". وتابع "نشيد في هذا الصدد بالجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية الأخرى لمكافحة بوكو حرام، ووضع حد لأعمالها الشنيعة في إفريقيا الغربية والوسطى". وأبرز الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية أن "الجزائر التي عانت من الإرهاب وآثاره تجدد رفضها لهذه الظاهرة الدنيئة، وتعرب عن تعاطفها مع حكومات الدول المتضررة وشعبها الشقيق، وتؤكد لهما عن تضامنها الفعال في كل مسعى يهدف إلى تخليص قارتنا من هذه الآفة الغريبة عن معتقداتنا الدينية وثقافتنا وقيمنا الإفريقية العريقة". وكانت الجزائر والنيجر وتشاد أول أمس قد طالبت في اجتماع لوزراء خارجيتها المجموعة الدولية بمساعدة حكومات إفريقيا الوسطى والغربية، التي تواجه الجماعة المتطرفة "بوكو حرام" التي وصفوها ب«التنظيم الإرهابي المتسبب في أوضاع أمنية وإنسانية خطيرة في بعص أجزاء إفريقيا". وذكر بيان توّج لقاء هؤلاء أن المنطقة "لا تزال تعاني من انتشار الجماعات الإرهابية، ومن تواصل غير المسبوق فيما بينها. وهي جماعات تحترف الجريمة العابرة للحدود والمتاجرة بالأسلحة والمخدرات والبشر". وسبق لوزارة الدفاع الوطني أن حذّرت من التراخي في مواجهة استفحال النشاط الإرهابي في منطقة الساحل في لقاء عقد بمقر الناحية العسكرية السادسة بالجزائر وضم قادة أركان جيوش الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر. وذكرت الوزارة حينها بأن "رؤساء الأركان تبادلوا بهذه المناسبة التحليلات والمعلومات، وإعداد حصيلة شاملة للنشاطات والأعمال المنجزة عملا باستراتيجية مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، المعتمدة بين هذه البلدان. وبحث اللقاء تهديدات فرضتها تنظيمات إرهابية تعتبر جديدة بمنطقة الساحل، وهي "جماعة بوكو حرام" التي انتقل نشاطها خارج نيجيريا باتجاه شمال القارة وغربها، و«داعش" الذي استقر في ليبيا وتوعَد بضرب البلدان المجاورة.