جدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعيداني، دعوته لكل الفعاليات السياسية موالاة ومعارضة للانخراط في مسعى الحزب العتيد ومبادرته المتمثلة في دعم رئيس الجمهورية وبرنامجه، معلقا عليها بأن "المبادرة وطنية" تستدعي انخراط الجميع من دون تمييز. وأدرج سعيداني هذه المبادرة ضمن مسار الدولة المدنية، في إشارة واضحة للمعارضة، بأن من يرفض دعم الرئيس فهو يرفض الدولة المدنية، مشيرا أن "الدولة المدنية هو تهذيب العمل السياسي"، معتبرا المبادرة تندرج في هذا الإطار. وفي ذات السياق، انتقد سعيداني وبشدة أحزاب المعارضة، مؤكدا أن "برامجها تختلف بين كل من حمس وجاب الله وجيلالي سفيان والأرسيدي"، معتبرا أن "ما يجمعهم هو كرسي الرئيس"، وأكد المتحدث في لقاء مع منتخبي الحزب في ولايات الوسط والجنوب أن "كرسي الرئاسة مشغول إلى غاية 2019"، واستشهد سعيداني بأعرق الديمقراطية في العالم، متسائلا بلهجة تحمل الاستهجان "هل عندما ينجح أي رئيس المعارضة تقدم البدائل والمقترحات أو تعرقل البرامج"، في إشارة أخرى إلى أن المعارضة تعمل على "عرقلة البرنامج الذي انتخبه الشعب"، ومن مكانة حزب الأغلبية قال سعيداني "من ينجح يحكم والمعارضة تقدم البدائل". ومن جهة أخرى، رد الأمين العام للحزب العتيد، على تصريحات الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، مستغربا ما اعتبره تنقلا بين المواقف والتصريحات "من اتهامها للدولة في سنوات التسعينيات إلى مساندتها للرئيس ثم الآن تعارضه"، ورد سعيداني ما اعتبره اتهامات "استيقظي نحن في تعددية وديمقراطية.. الحزب الواحد هو من أسس لدستور الديمقراطية"، وأضاف "يكفي مغالطة للشعب". وعرج سعيداني على الانتقادات التي طالت قرارات رئيس الجمهورية الأخيرة، وقال "عندما يقرر الرئيس والذي يشغل منصب وزير الدفاع انتهى الأمر، ويجب أن نضع الأمور في حدودها"، داعيا المعارضة وجميع الطبقة السياسية ل"التوقف عن المزايدات"، وأضاف سعيداني متسائلا "هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيه تغيير وإقالة ضباط وجنرالات..ماذا أصابكم اليوم ما الذي جرى؟!". وحذر المتحدث المعارضة من أن تتجاوز الحدود قائلا بأن "المؤسسات يجب أن تحترم والدستور يجب أن يحترم"، مؤكدا أنه "من يتجاوز نقابله بالتجاوز". مجددا دعم حزب جبهة التحرير الوطني ل"الشرعية ودعم المؤسسات وليس الأشخاص". وفي ما يتعلق بانتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة، بدا سعيداني واثقا من الفوز بأغلبية المقاعد، وقال هو يخاطب منتخبي ولايات الوسط والجنوب "متأكدون من أننا سنأخذ الأغلبية لأن حزبنا هو القاطرة". ودعا مناضلي "الأفلان" للتصويت على من تم اختياره، مشددا على أنه سيرسل تعليمة تلزم بذلك، محذرا في نفس الوقت من مغبة العودة للممارسات القديمة "التي يجب اقتلاعها من جذورها"، معتبرا أن "ممارسة المحسوبية والشكارة هي سبب الفتنة والتفرقة في الحزب".