البعض قال إن القذافي توقع كارثة تهدد الكون والحل في "الكتاب الأخضر" عاش الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، حياة مثيرة للجدل، تخللها الكثير من التناقضات والروايات التي عرفها عنه أبناء شعبه، لعل أبرزها كنوزه، وكتابه الأخصر، وتجربته مع الاستنساخ. وخاض القذافي خلال أعوام حياته التي اقتربت من السبعين، الكثير من المعارك الكلامية مع رؤساء وملوك، وأنشأ لجاناً ثورية وشعبية وأجهزة استخبارات كرست عملها في الدرجة الأولى لمصلحة القذافي نفسه. ورغم مرور أربعة أعوام على رحيله، يروج البعض إلى أن القذافي "لم يقتل، وأن شبيهه هو من قُتل، وسيعود لحكم ليبيا قريباً". وتداول الليبيون خلال أكثر من 42 عاماً قضاها القذافي في الحكم، روايات عديدة عن كنوزه من الذهب والألماس والعملات الصعبة، والتي خبأها في عدة دول مثل جنوب إفريقيا، وفي عدة بنوك حول العالم. وخلال أعوام الحصار الذي فرضه الغرب على ليبيا، على خلفية تفجير طائرة البانام لوكربي، انتشر بين الليبيين روايات قالت إن القذافي نقل حاويات معدنية مُلئت بالعملات الصعبة والأحجار الثمينة، ودُفنت بسرية بالغة في الصحراء الليبية الشاسعة، تحسباً لتطور المواجهة مع الغرب آنذاك. ومن أكثر الروايات تداولاً وحضوراً في ليبيا، تلك التي تتعلق بقرار القذافي حول نقش فصول كتابه الأخضر الثلاثة على ألواح ثقيلة الوزن من الغرانيت. ويقول البعض إن "رجال القذافي رموا بعض هذه الألواح في البحر، وتم طمر بعضها الآخر في رمال الصحراء، نظراً لأن القذافي توقع حصول حرب نووية عالمية، أو كارثة تهدد الكون، وربما ينجو بعض الناس، وبالتالي ربما يصل بعضهم إلى ما طمره القذافي ويتعرفوا على الحلول الجذرية التي تضمنها كتابه الأخضر". أما أعجب القصص التي دارت حول القذافي، قصته مع طبيب النساء وخبير الإخصاب الإيطالي، سيفيرينو أنتينوري، الذي عُرف بأنه غريب الأطوار، وإثارته المستمرة للجدل العلمي. ويبدو أن القذافي طلب من الطبيب الإيطالي، استنساخه، حيث قالت صحيفة "sunday express" البريطانية، في ماي 2002، إن "الاستخبارات الإسرائيلية اعترضت مكالمة هاتفية بين القذافي وانتينوري، طلب فيها القذافي من الطبيب مواصلة عمله في مشروع استنساخ البشر، بل وقدم إليه عرضاً لتوفير كل ما يحتاج لهذا الغرض في ليبيا، إضافة إلى عدة ملايين من الدولارات". وأضافت الصحيفة أن "غوردون توماس، وهو عميل سابق للموساد في العام نفسه، نشر عبر موقعه الإلكتروني خبراً عن نجاح أول تجربة استنساخ بشرية، وأن الطفل هو ابن القذافي، وأن سيدة عربية من أسرة عريقة هي التي أنجبته، وتوقفت بعد ذلك سلسلة استنساخ القذافي". وموت القذافي، لم يكن أقل إثارة للجدل من حياته، فبعد أربعة أعوام على رحيله، يقول البعض إنه "قُتل في مدينة سرت على يد مليشيا من مصراتة"، فيما يقول آخرون إن "مجموعة من ثوار بنغازي هم من ألقوا القبض عليه أولاً، لكن قوة تابعة لمصراته فضلت أن يكون فضل القبض عليه لها، وأرادت انتزاعه حياً من آسريه، فما كان من المجموعة التي قبضت عليه إلا قتلة". وذهب البعض إلى القول إن "مخابرات غربية كانت وراء تصفيته خوفاً من كشف علاقاته الكثيرة والمتشابكة بزعماء ومخابرات وعصابات كثيرة في أوروبا". وتعيش ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011، على وقع فوضى أمنية ونزاع على السلطة، أسفرا عن سيطرة مليشيات مسلحة على طرابلس، فيما تدير الحكومة أعمالها من شرق البلاد.