النظام السوري: القضاء على الإرهاب قبل أي مبادرة قالت الخارجية الفرنسية إنها تحضر لاجتماع بشأن سوريا يعقد اليوم، في باريس بمشاركة أبرز الأطراف الإقليمية وغياب روسياوإيران، في حين أعلنت واشنطن أنها تناقش مع الأطراف نفسها تنظيم اجتماع آخر بعد لقاء باريس. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إن وزير الخارجية لوران فابيوس يعمل من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة في سوريا، وأضاف أن فابيوس اجتمع مرات عدة في الأيام الماضية مع نظرائه خاصة الأميركي والأردني والسعودي، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وكان فابيوس قد أعلن الجمعة الماضية أنه يريد عقد لقاء يضم نظراءه الغربيين والعرب لبحث الأزمة السورية، وأوضح أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لن يحضر اجتماع باريس، وأن اجتماعات أخرى ستعقد مع الروس. كما كشفت أوساط مقربة من الخارجية الفرنسية أن الوزيرين التركي والسعودي سيحضران اجتماع باريس، لكن الدعوة لم توجه إلى إيران. وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن الولاياتالمتحدة تبحث مع روسيا ودول أخرى إمكانية تنظيم جلسة مباحثات أخرى بشأن الأزمة السورية بعد اجتماع باريس، في الوقت الذي لم تؤكد فيه الخارجية ما إذا كانت واشنطن ستشارك في اجتماع باريس. وعن مشاركة إيران في المفاوضات، قال كيربي إن بلاده تدرك أن طهران سوف تنضم في مرحلة ما إلى المفاوضات المتعددة الأطراف بشأن الانتقال السياسي في سوريا، مبينا أن الهدف بجد مع بقية العواصم لتنظيم اجتماع في فيينا حول من المفاوضات هو تبادل الآراء بين الدول المعنية من أجل التوصل لحل للأزمة، ومؤكدا كذلك ضرورة مشاركة المعارضة السورية التي توصف بالمعتدلة في تلك المفاوضات. ومن جهتها، قالت المتحدثة باسم الدبلوماسية الروسية ماريا زاخاروفا إننا نعمل على إمكانية عقد اجتماع بشأن سوريا في فيينا الجمعة المقبلة. وأضافت "لا يمكنني في الوقت الراهن أن أعلن لكم عن تفاصيل ملموسة باستثناء أننا نعمل سوريا". وكانت فيينا استضافت الجمعة الماضية اجتماعا رباعيا هو الأول من نوعه بشأن سوريا ضم وزراء خارجية كل من الولاياتالمتحدةوروسيا والسعودية وتركيا، وذلك بهدف إيجاد حل للنزاع المسلح المستمر في سوريا منذ مارس 2011، والذي أوقع حتى اليوم، أكثر من ربع مليون قتيل. من ناحية أخرى، وضعت السلطات السورية شرط "القضاء على الإرهاب"، قبل الحديث عن أي مبادرة بشأن حل سياسي للأزمة الدامية التي تشهدها البلاد. وقال موقع الرئاسة السورية إنه "في إطار المبادئ العامة للدولة السورية فإن أي حل سياسي يحفظ سيادة الدولة ووحدة أراضيها ويحقن دماء السوريين ويحقق مصالحهم يقرره الشعب السوري، سيكون موضع ترحيب وتبن من قبل الدولة"، إلا أن الموقع أضاف: "لا يمكن تنفيذ أي مبادرة أو أفكار وضمان نجاحها إلا بعد القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد". وتطلق السلطات السورية صفة الإرهاب على كل الجماعات المعارضة التي تحمل السلاح في وجه القوات الحكومية. وتأتي توضيحات الرئاسة السورية بعد تقارير أشارت إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد، أبلغ وفدا روسيا، استعداده لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، دعت إليها موسكو حليفه الأكبر.