أحمد داود أوغلو يمكنه الآن تشكيل الحكومة منفردا دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العالم إلى احترام نتيجة الانتخابات البرلمانية -التي أجريت في بلاده يوم الأحد والتي فاز فيها حزب العدالة والتنمية بنحو نصف الأصوات- وفقا للنتائج غير الرسمية. وقال أردوغان للصحفيين -بعد أن أدى صلاة الفجر بمسجد في إسطنبول- إن الأتراك صوتوا لصالح الاستقرار بعد إخفاق محادثات تشكيل ائتلاف عقب الانتخابات التي أجريت في جوان. وكان أردوغان قال في بيان مكتوب في أول تعليق على نتائج الانتخابات- إن الناخبين الأتراك صوتوا لصالح وحدة وسيادة تركيا، معتبرا أن أهم رسالة لنتيجة الانتخابات هي تلك الموجهة لحزب العمال الكردستاني، وأن "الشعب التركي قد رد بجواب صارم على هذه المنظمة التي حاولت نشر الإرهاب في تركيا". وبعد نشر النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات، فقد أصبح في حكم المؤكد أن يتمكن حزب العدالة والتنمية، برئاسة أحمد داود أوغلو من تشكيل الحكومة منفردا، حيث حاز الحزب على 49.58% من الأصوات نحو "23.3 مليون صوت"، مما يعني حصوله على 316 مقعدا في البرلمان المؤلف من 550 مقعدا. وحصل حزب "الشعب الجمهوري" برئاسة كمال قليجدار أوغلو على نسبة 25.38% من الأصوات "134 مقعدا"، بينما حصل حزب "الحركة القومية" برئاسة دولت بهتشلي على نسبة 11.93% من الأصوات "41 مقعدا"، أما حزب الشعوب الديمقراطي بزعامة صلاح الدين دميرطاش، فقد حصل على 10.70% من الأصوات "59 مقعدا". وحصلت الأحزاب الأخرى والمستقلون على 2.58% من الأصوات، وتجاوزت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 87% من أصل أكثر من 54 مليون مواطن يحق لهم التصويت. من ناحية أخرى، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن نتائج الانتخابات البرلمانية التي شهدتها تركيا أمس، تؤكد التزام الشعب التركي بالديمقراطية، في حين هنأت شخصيات سياسية وحركات إسلامية عربية حزب العدالة والتنمية بفوزه بالأغلبية المطلقة في هذه الانتخابات. وهنأ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، بنجاح الانتخابات البرلمانية التركية. كما هنأت جماعة الإخوان في مصر حزب العدالة والتنمية، وقالت في بيان إن الشعب التركي "نجح في إقرار مساره الديمقراطي الذي ارتضاه وسيلة للتغيير". أما حزب الحرية والعدالة -المنبثق عن جماعة الإخوان- فقد هنأ الشعب التركي، وقال إن هذه الانتخابات أعطت "المثل الواضح كيف تكون الحياة الحزبية والسياسية أكثر حيوية في ظل شعوب حرة لا تخضع لحكم عسكري ولا قمعي، وتتمتع بالديمقراطية الحقيقية بمشاركة معظم أفراد الشعب". وبدوره كتب رئيس حزب مصر القوية المعارض عبد المنعم أبو الفتوح -في تغريدة عبر حسابه على تويتر- أن نتائج الانتخابات التركية "انتصار كبير للإرادة الشعبية ولكل الشعوب الحرة وللربيع العربي وهزيمة كبرى للمال السياسي والمؤامرات الدولية والإقليمية". ومن جهته قال حزب البناء والتنمية المصري إن "هذا الفوز عكس الثقة الكبيرة التي منحها الشعب التركي لحزب قاد مسيرة التنمية في البلاد على مدار أكثر من 13 عاما ووقف مدافعا عن ثورات الشعوب العربية الطامحة إلى تحقيق الحرية وإرساء الكرامة".