قالت وكالة استخبارات بريطانية إنها تمكنت من خلال مراقبتها للأحاديث التي تدور بين متطرفين في مصر، سماع أصوات احتفالات بلكنة بريطانية بعد لحظات من الانفجار الذي أسقط الطائرة الروسية السبت 31 أكتوبر الماضي، وراح ضحيتها 224 راكباً. وأوضح مكتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وهي وكالة استخبارات ووكالة أمنية تراقب محادثات المتطرفين البريطانيين حول العالم، أن الأصوات التي تم سماعها، بحسب تقرير نشرته صحيفة "إكسبرس" البريطانية اليوم، كانت بلكنة منطقة لندن وبرمنغهام، مرجحة أن يكون متطرفون بريطانيون ساهموا في زرع القنبلة على متن الطائرة الروسية. وأبدت الوكالة مخاوفها من أن نجاح العملية في شرم الشيخ قد يدفع الجهاديين الذين تدربوا في سوريا ويمتلكون مهارات إلكترونية لاستهداف المطارات البريطانية. وتكشفت معلومات عن أن طائرة بريطانية تقل سياحاً كانت على وشك الهبوط في مطار شرم الشيخ المصري، تفادت صاروخاً اقترب منها مسافة 300 متر في أوت الماضي. وكانت الطائرة التابعة لشركة طيران طومسون تحمل 189 سائحاً في طريقها من لندن إلى شرم الشيخ في 23 أوت. وعلقت السلطات البريطانية على الأمر بأن ذلك لم يكن "هجوماً مستهدفاً" للطائرة. وقال مصدر أمني من مكتب الاتصالات الحكومية البريطانية إن مراقبتهم خلصت إلى "تورط بريطانيين في الهجوم على الطائرة"، مشيراً إلى أن العملية كانت "معقدة وتم تخطيطها بحذر واعتمدت على عدة أطراف". وأضاف "نحن نعلم بوجود متطرفين بريطانيين يقاتلون في مصر تحت راية تنظيم داعش. هؤلاء تدربوا في سوريا وباتوا إرهابيين أشداء. وبعضهم لديه مهارات إلكترونية وكانوا بصدد تطوير قنابل متطورة جداً". وأشارت الصحيفة إلى أن استهداف الطائرة الروسية كانت محاولة مقصودة لاستفزاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولكن أبدت مخاوفها من أن يركز المتطرفون أكثر على تنفيذ هجمات تستهدف بريطانيا. وقال المحقق الخاص السابق كريس هوبز إن المتطرفين البريطانيين الذين تعلموا مهارات صنع القنابل أثناء قتالهم في سوريا، يمكنهم تجنب أجهزة المراقبة والعودة إلى بريطانيا. وأضاف "ثمة مخاوف حقيقية من هؤلاء الأفراد من إمكانية استخدام مهاراتهم الحديثة للهجوم على طائرات داخل بريطانيا". وفيما يبدو أن ثمة أزمة دبلوماسية بين القاهرةولندن تلوح في الأفق بعد التصريحات التي أدلها به رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول وجود قنبلة وراء تفجير الطائرة الروسية، وأيضاً الإجراءات الأحادية التي أقدمت عليها حكومة كاميرون في ما يخص إجلاء السياح البريطانيين من شرم الشيخ. واعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري اعتبر أن بيان الحكومة البريطانية حول الطائرة الروسية خالف الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولية. كما أشار إلى أن الأجهزة الاستخباراتية البريطانية لا تبدي تعاوناً كبيراً مع نظريتها المصرية بشأن المعلومات الخاصة بعملية تفجير الطائرة الروسية. وكانت شركات الطيران البريطانية قررت تعليق رحلاتها الى شرم الشيخ. وبناءً على خطة من الحكومة البريطانية تم إرسال طائرات لإعادة حوالي 20 ألف سائح من شرم الشيخ. من ناحية أخرى، قال رئيس مجموعة روستيك الروسية للدفاع سيرغي تشيميزوف اليوم، إن موسكو تبحث تزويد مصر بأنظمة دفاع جوي، وذلك بعد سقوط طائرة روسية شمالي شبه جزيرة سيناء ومقتل جميع ركابها. ونقلت وكالة رويترز عن تشيميزوف قوله خلال معرض دبي للطيران إن روسيا تجري محادثات مع مصر لتزويدها بأنظمة أنتي-2500 "إس 300 في إم" وبوك. وتأتي هذه التصريحات عقب يوم من تصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن بلاده لم تجد القدر الكافي الذي كانت تأمله من تعاون الدول الأخرى في مواجهة الإرهاب. وقال شكري "أستطيع أن أقول إن هذه الدعوات لم تلق من كثير من الأطراف -التي تتعرض الآن وتعمل الآن على تحقيق مصالح رعاياها- استجابة بأن تواجه هذا الخطر"، في إشارة إلى دول غربية بدأت إجلاء رعاياها من منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر ونصحت بتجنب السفر إليه بعد ما تردد عن فرضية إسقاط الطائرة الروسية بقنبلة.