إسلاموفوبيا ( Islamophobia )، مصطلح تعني ترجمته الحرفية (رهاب الإسلام)، أي هي الممارسات العنصرية التي تحتوي علي خوف لا أساس له أو كراهية غير مبررة للإسلام، مع خوف ونفور دائم من المسلمين، ورؤية الإسلام علي أنه ليس له أية عوامل مشتركة مع الثقافات الأخرى وأنه أقل شأنًا من الحضارة الغربية، وأنه ليس دين وإنما أيديولوجية عنيفة بلا ضابط. وكانت بداية ظهور المصطلح كان علي يد المركز البحث الأمريكي ( Runnymede Trust ) والذي شكل لجنة سميت ب (المسلمون البريطانيون والإسلاموفوبيا) وترأسها جوردون كونواي نائب رئيس جامعة ساسكس، وبعدها أصدرت اللجنة تقريرها البحثي في العام 1997 بعنوان ( الإسلاموفوبيا .. تحدي للولايات المتحدة كلها ) ونشره وزير الداخلية البريطاني حينها جاك سترو. ولا تزال أسباب ظهور "رهاب إسلام" مثار للجدل في الغرب. أين افترض بعض المعلقين أن هجمات 11 سبتمبر نتج عنها زيادة في ظاهرة "الرهاب الإسلامي" في المجتمعات الغربية، في حين ربطها آخرين بتزايد انتشار المسلمين في العالم الغربي، وإقبال الكثير من الأوروبيين والإمريكيين على اعتناق الإسلام. كذلك أصبح ارتفاع معدلات الهجرة إلى دول العالم الغربي -خاصة من الدول الإسلامية- يشكل هاجسًا لدى العديد من مؤسسات صنع القرار في الغرب، وتعددت الدراسات التي ترصد هذه الظاهرة وتنبه من "خطورتها" على التركيبة السكانية خاصة في أوربا. وزاد التضخيم الإعلامي الغربي حول اعتداءات الجماعات المسلحة وتطرف الجماعات الإسلامية؛ على تكوين صورة خاطئة حول مبادئ وقيم الإسلام السمحة لدى الغرب. وقد ذكر مركز البحث الأمريكي، في تقريره عن أهم عوامل تكون ظاهرة الإسلاموفوبيا لدى الغرب والتي يمكن حصرها في: - النظر إلى الإسلام على أنه كتلة متجانسة أحادية جامدة لا تستجيب للتغيير. 2- النظر إلى الإسلام على أنه كائن مستقل ليس له قيم مشتركة مع الثقافات الأخرى وهو لا يتأثر بها أو يؤثر فيها. 3- النظر إلى الإسلام على أنه دوني بالنسبة للغرب.. بربري وغير عقلاني، بدائي وجنسي النزعة. 4- اعتبار الإسلام عنيفا وعدوانيا ومصدر خطر مفطورا على الإرهاب والصدام بين الحضارات. 5- اعتبار الإسلام إيديولوجية سياسية لتحقيق مصالح سياسية وعسكرية. 6- الرفض التام لأي نقد يقدم من طرف إسلامي للغرب. 7- استعمال العداء تجاه الإسلام لتبرير ممارسات تمييزية تجاه المسلمين وإبعادهم عن المجتمع المهيمن. 8- اعتبار العداء تجاه المسلمين أمرًا عاديًّا وطبيعيًّا ومبررًا. وتتجلى مظاهر الإسلامو فوبيا لدى الغرب في العديد من المشاهد التي تعرض عبر القنوات، ونطالع عليها عبر الصحف، والتي يمكن تلخيصها في: - الهجمات اللفظية والجسدية على المسلمين في الأماكن العامة. ولاسيما ضد الشباب والنساء اللواتي يرتدين الحجاب. - الاعتداء على المساجد وتدنيس مقابر المسلمين وذلك بالكتابة على الجدران وإلقاء القنابل الحارقة. - انتشار صورة نمطية سلبية عن المسلمين على نطاق واسع في وسائل الإعلام، وترويج هذه الصورة النمطية والملاحظات السلبية والأحكام المسبقة في الخطب السياسية والدينية وفي المحادثات والكتابات بشكل لن يكون مقبولًا إذا كان الحديث عن اليهود أو السود على سبيل المثال.التمييز والإقصاء من الحصول على فرص العمل، وتوفير الخدمات. - استبعاد المسلمين أفرادًا وجماعات من مباشرة الشأن العام والحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. - البيروقراطية والجمود في الرد على طلبات المسلمين في التعليم والرعاية الصحية والترخيص لطلبات الحصول على المساجد. - قوانين الحد من الحريات المدنية التي تؤثر بشكل غير مناسب على المسلمين. وهذا ما يمكن أن تتعرض له الجالية المسلمة في فرنسا عقب سلسلة الإعتداءات الإرهابية التي شهدتها منذ مطلع السنة الجارية، وخاصة الأخيرة منها التي وقعت في العاصمة باريس مخلفة قرابة 130 قتيلا والعشرات من الجرحى، والتي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".