تسببت رنةُ هاتف محمول لطالبة مصرية في وفاتها، بعد أن قام أحدُ المراقبين بسحب ورقة إجابتها، ما أدّى إلى انهيارها وإصابتها بأزمة قلبية، دون أن يتمكَّن الأطباءُ من إسعافها. الحادثةُ أثارت ردودَ فعل غاضبة من طلاب جامعة القاهرة ضدَّ المراقب، لما وصفوه من تعنُّت في التعامل مع الواقعة المتكررة كثيراً في الامتحانات، كما وجَّهوا الاتهام بالتقصير لإدارة الجامعة التي لم تقم بالإجراءات المناسبة لإسعاف الطالبة، فيما برّرت إدارةُ الجامعة تصرُّفَ المراقب بمحاولته منع الغش. ميادة محمد، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب بجامعة القاهرة، كتبت آخرَ كلماتها على حسابها الشخصي عبر فيسبوك قبل يوم من الواقعة "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.. يا رب استرها من بكرة"، ساعاتٌ قليلة وبدأت أحداثُ الواقعة التي أدت إلى وفاتها في خلال دقائق. بحسب رواية زميلاتها، فإن ميادة طالبةٌ متفوقة في دراستها الجامعية، وتعنّتُ المراقب ضدها أدى إلى انهيارها تماماً، ومع إصراره على سحب ورقة الإجابة الخاصة بها، أصيبت بأزمة قلبية لعدم تلقيها أيّ محاولة للإسعافات الأولية. من جانبه، أصدر اتحاد طلاب جامعة القاهرة بياناً رسمياً يطالبُ فيه بفتح التحقيق لمعرفة ملابسات الواقعة مع التزام الجامعة بمحاسبة المقصرين. من جهته نفى رئيس لجنة الامتحانات د. خالد أبو الليل روايةَ زميلات الطالبة في بيان تفصيلي عن واقعة وفاة ميادة. وأشار أبو الليل في البيان الذي تمَّ تداوله عبر الشبكات الاجتماعية، أنه أثناء مروره على اللجان طلب من الطلاب غلقَ هواتفهم، وحسب قوله، فإن ميادة قامت بلمس حقيبتها، ما استدعى تكراره للتحذير نفسه، ومن ثم توجَّه إلى الطالبة وطلبَ منها إبراز هاتفها المحمول، والذي وجده مفتوحاً بالفعل، واكتفى - حسب وصفه - بالطلب منها أن تنتقل إلى مكان آخر بجوار مراقب اللجنة، ثم سقطت الفتاةُ، ما استدعى طلبَ المساعدة الطبية من خلال الطبيبة المسؤولة بالجامعة، "ثم عندما تطلبت الحالةُ الانتقال إلى المستشفى قمنا بذلك، ما ينفي أيَّ شبهة تقصير أو إهمال". وفي سياق متصل، قررت إدارةُ كلية الآداب بالجامعة فتحَ التحقيق مع الأستاذ الجامعي المتهم بالواقعة، فيما صرَّح عميد الكلية د. معتز عبد الله لصحيفة "الوطن" المصرية، بأنَّ الأستاذ الجامعي ليس عليه أيُّ لوم قانوني، حيث توجد تعليمات صريحة بأن وجود التليفون في اللجنة يعتبر "شروعاً في الغش"، وأشارَ إلى أن الهدفَ من التحقيق هو معرفة ما إذا كان أستاذ الجامعة المتّهم أهانَ الطالبة أو عنَّفها بشكل لا يليق قد يكون أدى إلى انهيارها.