موسكو وواشنطن: تقييم محادثات جنيف في 11 فيفري أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية ارتفاع عدد قتلى التفجيريْن اللذين هزا منطقة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي اليوم، إلى 45 قتيلا و110 جرحى، في حين أعلن تنظيم "داعش" أن اثنين من عناصره نفذا الهجوم. وفي وقت سابق أعلنت وزارة الداخلية السورية أن التفجيرين أديا إلى مقتل ثلاثين شخصا وجرح أربعين آخرين. وكان التلفزيون السوري الرسمي قد أفاد في شريط عاجل بوقوع "تفجيرين إرهابيين، أحدهما بسيارة مفخخة تلاه انتحاري بحزام ناسف عند كوع السودان في منطقة السيدة زينب". وبث التلفزيون الرسمي لقطات من موقع الانفجارين حيث كان الدخان يتصاعد في سماء المنطقة وظهرت النيران تشتعل في مبان عدة وبعض السيارات. ومن جهتها أوضحت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن "إرهابيين تكفيريين فجروا سيارة مفخخة عند أحد مواقف حافلات نقل الركاب في منطقة كوع السودان في بلدة السيدة زينب تبعها تفجير انتحارييْن نفسيهما بحزامين ناسفين عند تجمع المواطنين لإسعاف الجرحى". وقالت تقارير إن الانفجارين تم تنفيذهما من قبل شخصين ينتميان لتنظيم "داعش"، وقد استهدفا حي السيدة زينب القريب من مطار دمشق الدولي، مشيرا إلى أن عدد القتلى والجرحى مرجح للزيادة بسبب كثرة الإصابات. وبيّنت أن منطقة السيدة زينب معروفة بأنها تضم مقرات للمقاتلين الشيعة الذين يقاتلون إلى جنب النظام السوري على جبهات ريف دمشق بشكل عام، مشيرا إلى أن المنطقة تضم أيضا عددا من مكاتب تجنيد المقاتلين لصالح النظام السوري. ولفتت التقارير إلى أن الإجراءات الأمنية بمنطقة السيدة زينب تعتبر عالية جدا بسبب وجود قيادات في حزب الله اللبناني أو من الحرس الثوري الإيراني، أو الفصائل العراقية المشاركة في القتال بسوريا، وبيّن أن هذه المنطقة تعد أمنية بامتياز على مستوى ريف دمشق بشكل كامل. وفي ردها على هذا الهجوم، اعتبرت الحكومة السورية أن هذه الأعمال تهدف إلى رفع معنويات "التنظيمات الإرهابية المدحورة والمهزومة بفضل ما حققه الجيش السوري من انتصارات في مناطق عدّة". من ناحية أخرى، أوضحت تقارير أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بدأ اليوم، اجتماعه مع وفد قوى الثورة والمعارضة السورية بمقر إقامة الوفد في جنيف، فيما بحث وزيرا خارجية روسيا وأمريكا هاتفيا تنظيم مباحثات جنيف بين المعارضة والنظام السوري. وجاء لقاء دي ميستورا التمهيدي مع المعارضة السورية بعد يومين من انطلاق مباحثات جنيف دون حضور ممثلي المعارضة بسبب عدم تطبيق قرارات الأممالمتحدة، وخصوصا الإفراج عن نساء وأطفال من سجون النظام السوري، والسماح بوصول مساعدات للمناطق المحاصرة. ويسعى المبعوث الدولي إلى سوريا لحمل وفدي النظام والمعارضة على الدخول في عملية مفاوضات غير مباشرة عبر دبلوماسية مكوكية بين الطرفين. وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن الوزير الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري اتفقا على "تقييم التقدم المحرز" في المحادثات السورية المنعقدة منذ الجمعة في جنيف، في 11 فيفري المقبل. وقالت الوزارة الروسية في بيان إن لافروف وكيري اتفقا خلال اتصال هاتفي على "تقييم التقدم المحرز في مفاوضات جنيف خلال الاجتماع المقبل لمجموعة الدعم الدولية لسوريا في 11 فيفري".