عرفت أسعار برميل النفط ارتفاعا طفيفا في الأسابيع القليلة الماضية، حيث قفز سعر البرميل ليرتفع مجددا فوق عتبة الثلاثين دولار، ليسجل في آخر إغلاق أمس على الساعة الواحدة زوالا بتوقيت غرنيش 35.16 . فيما يتوقع الخبراء أن تستمر الاسعار على وتيرة الارتفاع هذه لتبلغ نقطة الذروة بأربعين دولارا شهر ماي المقبل، حيث يتوقع ارتفاع الطلب على الذهب الأسود مع أولى تموينات خريف 2016. وحسب تقرير صدر أمس عن مجموعة بنك قطر الوطني "QNB"، فإن بلوغ أسعار النفط مستويات 44 دولاراً للبرميل، هو أمر ممكن حدوثه بناءً على افتراضات تتوقع استمرار النمو في الطلب، وخفض الإمدادات من الولاياتالمتحدة، وارتفاع الصادرات الإيرانية، واستقرار الإنتاج لدى بقية دول الأوبك ويتوقع التقرير أن يشهد المعروض تراجعاً كبيراً، يرافقه نمو قوي في الطلب، ليبلغ متوسط أسعار النفط 50 دولاراً للبرميل. من جهته، يعتقد الخبير الاقتصادي بشير مصيطفى أن بلوغ أسعار البرميل 40 دولار مؤجل إلى انتهاء فترة الطلبيات الصيفية شهر ماي القادم والبدء في تسويق التموينات الشتوية التي سيرافقها ارتفاع في الطلب، ما ينعكس إيجابا على أسعار الذهب الأسود، وعلى العموم لا يرى مصيطفى في تصريح له ل"البلاد" أمس مخرجا لأسعار النفط، معتبرا أن تعافي البرميل لن يكون قبل سنة 2019 وهي فترة كافية حسب الخبير لامتصاص فائض المعروض في الأسواق، ماسيدفع الأسعار إلى علاوة سعرية عند 65 دولار للبرميل. وعن اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط، اعتبر الخبير أنه لن يختلف عن غيره من الاجتماعات السابقة، مستبعدا ما يروج عن اتفاق شامل بين كبار المنتجين في منظمة أوبك وخارجها وهذا بسبب تضارب مصالح بين إيران والسعودية، متوقعا عودة قوية لايران لسوق النفط الدولية، في وقت لا يبدو أن السعودية مستعدة للتخلي عن حصص لها لهذه الدولة التي تقاسمها العداء على المستوى السياسي وهو نفس ما ذهب اليه الخبير الطاقوي العالمي عبد الرحمن مبتول الذي لايثق كثيرا في مدى جدية تقليص الروس حصتهم في السوق. ومعروف أن لعبة الأسعار بيد كبار المنتجين من النفط، وتصدر السعودية بنحو تسعة ملايين برميل من النفط، تليها كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية 7 ملايين برميل، وكذلك روسيا بنفس العدد تقريبا، مايضع الجزائر بعيدا عن اللعبة وهي التي لايتجاوز إنتاجها من النفط يوميا 1.4 مليون.