الحفرة، الكروش، وبوسماحة... الوجه الآخر للمعاناة رغم انطلاق عملية إعادة الإسكان في جوان 2014، ببرنامج سكني ضخم فاق ال260 ألف وحدة سكنية بمختلف الصيغ بولاية الجزائر، إلا أن حلم الوصول إلى عاصمة بدون أكواخ لم يتحقق بعد، فلاتزال تتربع كبرى المواقع القصديرية على ضفاف العاصمة، الكروش ، بوسماحة وحي الحفرة... الوجه الآخرلآلاف العائلات التي تنتظر أن يتكرر معها سيناريو "الرملي" هذه السنة، في الوقت الذي يصرح فيه زوخ "خلونا نخدمو وكل الحالات مستعجلة"، فهل ستتحقق الأمنية والحلم بظفر سكن لائق؟ 1100 عائلة بأكواخ "الحفرة" في واد السمار تموت ببطء تعيش أزيد من 1100 عائلة بحي الحفرة القصديري بوادي السمار منذ عقود، في ظروف أقل ما يقال عنها إنها كارثية. حيث يتجرعون المعاناة دون أن يلتفت أحد من المسؤولين إلى معاناتهم التي مايزالون يتخبطون فيها. ورغم مطالبهم المتكررة التي رفعوها إلى السلطات المحلية المتمثلة في ترحيلهم، إلا أنها لم تلق آذانا صاغية. وأجمعت العائلات التي التقتها "البلاد" على مطلب رئيسي يتقدمون به للسلطات المحلية وهو تحديد موعد ترحيلهم إلى سكنات لائقة وإخراجهم من هذه الحالة المزرية، وأنهم يئسوا من الانتظار الذي طال أمده. ورغم العديد من عمليات الإحصاء التي قامت بها السلطات العمومية بهذا الحي، إلا أن ساكنيه لايزالون يعانون الأمرّين، وحسب شهادة أحد المواطنين، فإن أول عملية إحصاء مست سكان الحي تعود إلى سنة 2007 والتي تعد آخر عملية إحصاء قامت بها مصالح البلدية، ويضيف المتحدث، أنه في كل مرة يزور المسؤولون المحليون الحي خلال عملية الانتخابات ويطلقون وعودا تتمثل في ترحيلهم، لكن دون جديد يذكر، على حد قولهم. كما أكد العديد من هؤلاء المواطنين، أنهم تلقوا وعودا كثيرة بالترحيل وآخر مرة كان ذلك منذ عامين، إلا أنهم متمسكون بحلم الترحيل ولم يفقدوا الأمل، على حد تعبيرهم، خاصة أنهم يعيشون وسط خطر الأعمدة الكهربائية في ظروف جد مأساوية، وناشدت العائلات والي العاصمة اتخاذ قرار مستعجل لأجل مباشرة عملية إعادة إسكانهم وانتشالهم من أكواخ الغبن والمعاناة، لاسيما أن عملية إعادة الإسكان قد بلغت ال50 بالمائة حسب الوالي فهل سيتم القضاء على أكواخ "الحفرة" مثلما تم القضاء على حي الرملي. 1500 عائلة ببوسماحة ببوزريعة تطالب بإعادة إسكانها تحلم أزيد من 1500 عائلة قاطنة بحي بوسماحة 3 القصديري بالحصول على شقة تنسيهم مرارة العيش، التي عمرت لأكثر من عقدين في أكبر وأقدم حي فوضوي بالمنطقة، مناشدين والي العاصمة عبد القادر زوخ تحقيق هذا الحلم الذي أصبح يراه البعض بعيد المنال، حيث تعيش عائلات حي بوسماحة القصديري أوضاعا جد صعبة، في بيوت تفتقر لأدنى شروط العيش الكريم، حيث أعرب قاطنو الحي عن تذمرهم واستيائهم الشديدين من الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يتخبطون فيها، والتي أقل ما يقال عنها إنها مأساوية في بيوت تم إنشاؤها بطريقة فوضوية، ليجدوا أنفسهم أمام معاناة حقيقية وسط أوضاع خطيرة، يحدث هذا في ظل سياسة الصمت، اللامبالاة والتهميش المنتهجة من قبل السلطات المعنية حسب العائلات، رغم عديد الشكاوى والنداءات التي أطلقوها في الكثير من المناسبات لتغيير واقعهم الاجتماعي المرير الذي يعيشوه منذ سنوات وسط أوضاع صحية غير ملائمة، إلا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود الواهية، حيث أشار السكان إلى التدهور الرهيب الذي تعرفه سكناتهم، والتي باتت لا تصلح لإيواء البشر نظرا إلى هشاشتها مع مرور الزمن بفعل العوامل الطبيعية، وبات قاطنو الحي يواجهون خطرا حقيقيا بسبب التدهور الرهيب الذي تعرفه البيوت، مما جعلهم يعيشون في قلق ورعب دائمين مخافة انهيار هذه الأخيرة في أية لحظة، رغم الترميمات التي قاموا بها لإصلاح الوضع، إلا أنه لا تزال تشكّل خطرا كبيرا على حياتهم. وفي هذا السياق، يجدد السكان مطالبهم للسلطات الوصية من أجل التدخل والحد من معاناتهم التي أضحت هاجسا يؤرقهم، وذلك بترحيلهم إلى سكنات لائقة في أقرب الآجال. الرغاية.. ألفا عائلة بالكروش تعايش الجرذان والثعابين وتحلم بسكن لائق تنتظر حوالي 2000 عائلة تقطن الحي القصديري بحي الكروش، في الرغاية، التفاتة والي العاصمة لإطلاق عملية إعادة إسكانهم في سكنات لائقة، تحمي أطفالهم من الغبن والمعاناة التي يتكبدونها في أكواخ لا تصلح لعيش الحيوانات فما بالك بالإنسان... هي بعض عبارات سكان الحي الذين التقيناهم، حيث يبقى حلمهم الوحيد هو تحقيق وعد إعادة الإسكان وانتشالهم من الأكواخ القصديرية. وأضاف السكان أن اللجان الخاصة بالإحصاء وإجراء التحقيقات الاجتماعية قد أنهت عملها، إلا أنه لاجديد يذكر، ففي كل مرة يطلب منهم استخراج وثائق جديدة، على غرار الشهادة المدرسية للأبناء الكبار والمتزوجين أيضا تثبت أنهم تلقوا دروسهم على مستوى إقليم البلدية وهي الإجراءات التي ضاقت بها العائلات ذرعا، خاصة أنه في كل مرة يتهافتون في طوابير كبيرة أمام البلدية لاستخراج الوثائق اللازمة والي العاصمة يؤكد: بلغنا نسبة 50 بالمائة من عملية الإسكان ولازلنا نسعى لتحقيق عاصمة دون أكواخ والي العاصمة وخلال خرجته الأخيرة، دعا العائلات المعنية بعملية إعادة الإسكان إلى التحلي بالصبر، مؤكدا أن كل الحالات مستعجلة، فلا يمكن تسبيق حي على آخر، إلا أن الدور قادم للأحياء القصديرية ولسكان الأقبية والسطوح والبنايات الهشة، مؤكدا أن نسبة إعادة الإسكان قد بلغت ال50 بالمائة وأن الحصة السكنية الممنوحة لولاية الجزائر تكفي لسد العجز، "اتركونا نعمل بهدوء وابتعدوا عن الفوضى"، مصرحا أنه سيتم إعادة إسكان أزيد من ثلاثة آلاف عائلة في نهاية الشهر الجاري، فيما كان مدير السكن بولاية الجزائر إسماعيل لومي، قد أكد في تصريح خص به "البلاد" نهاية الأسبوع المنصرم، أن كبرى المواقع القصديرية بالعاصمة والتي لاتزال هي ثلاثة منها حي الكروش بالرغاية وحي الحفرة بواد السمار وحي بوسماحة ببوزريعة، بينما بقية الأحياء لا يتعدى قاطنوها الألف، مضيفا أنها ضمن برنامج إعادة الإسكان الجاري الذي لاتزال تعمل به ولاية الجزائر وبلغت المرحلة العشرون، في انتظار مراحل أخرى قد تمكن الولاية من القضاء على الأكواخ القصديرية.