غناء فنان جزائري أمام صباح فخري أغاني شرقية يعد عيبا بعد مشوار فني حافل بالأصالة الجزائرية التي تميّز بها الفنان الكبير رابح درياسة، يتوجهُ اليوم لكتابة كلمات الأغاني والتلحين للشباب خاصة طلاب مدرسة ألحان وشباب، الذين وعدهم بمساعدتهم بعد نهاية مشوار المدرسة. وفي حديث خص به "البلاد"؛ أكد عميد الأغنية المُلتزمة على ضرورة احتفاظ الأغنية الجزائرية بأصالتها، حيث لا يمكن للفنان أن يبهر الآخر إن لم يقدم ثقافته وتراثهُ الفني. ويضيف "كنتُ فنانا لكن حاليا أنا في مرحلة يمكن وصفها بأنها راحة؛ إذ أكتب الأغاني للشباب وألحن وأعتبر نفسي الآن من جنود الخفاء، وأنا مُستعد بالوقت الحالي لتقديم تجربتي بل في بعض الأحيان لي شوق لرؤية الجيل الجديد يقصدنا ويرغب في أن يتعلم منا.. فالعلم يؤتى ولا يأتي. وأتذكر شيوخي الذين كانوا يسافرون من أجل الحصول على قصيدة أو لحن لكن الجيل الجديد ليس لديه هذا الهاجس. هذا هاجس مهم في تواصل وانتقال المعرفة الموسيقية". وبخصوص توجه الشباب إلى فن مغاير تماما عمّا يمثل أعراف الفن الأصيل الذي يعكسُ ثقافة وقيم المجتمع الجزائري، يقول درياسة إنه لا يعتبر ذلك نوعا من التنكيل أو حتى شيئا من هذا القبيل، بل هو يتفهمهُ تماماً بأنه عصر السرعة حيث أن الفنان يدخل للأستوديو ويسجل ألبوما غنائيا بنفسه دون أن يستعين بكاتب كلمات أو ملحن والغريب في الأمر أن هذا الألبوم يلقى رواجا كبيرا. ف "الراي" حسبهُ هو أحد الطبوع الجزائرية، وهو فن جزائري أصيل ولا أحد يمكنه إنكار ذلك إلا جاهل بالموسيقى الجزائرية ، فقط شباب اليوم أصبحوا يغنونه بآلات عصرية؛ الأمر الذي سمح له بأن يكون عالميا. وعن تقييمه للأغنية الجزائرية بعد مسيرة طويلة بالوسط الفني قال: "الأغنية الجزائرية بخير وهي تتطور بشكل مشرف. وإلا لما وصلت بعض الأغاني إلى العالمية كالراي والأغنية الأمازيغية والصحراوية. لكني أؤكد أن الأغنية لا تكون جزائرية لو لم تستمد روحها من أصالة ثقافتنا، وهنا بيت القصيد فالأصالة ثم الأصالة، هي التي تسمح للفنان بأن يمتع المستمعين من بلدان أخرى. وقال محدثنا "خدمتُ الجزائر انطلاقا بتشبعي بثقافتنا مثل أغنية نجمة قطبية، خلخالك مال، ولم أواجه مشكلة اللّهجة، حيث فهمت بشكل جيد أما من يذهب عن الشرقيين ليغني الشرقي فإنني أعتبر أن غناء فنان جزائري أمام صباح فخري أغاني شرقية لن تبهره بل يعد عيبا". كما دعا الفنان الكبير جميع الفنانين الشباب إلى تقديم لونهم الغنائي وتقديم هويتهم، فما يُهم في الموسيقى هو مدى أصالتها وتشبعها بالثقافة، لكن حسبهُ يجبُ أن تكون الكلمات مؤدبة وقابلة لأن تمر عبر بيوت الجزائريين.