"أجندات" مكثفة لأحزاب الموالاة والمعارضة بحثا عن التموقع دخلت التشكيلات السياسية على الخط الساخن منذ المصادقة على الدستور، وعرفت الساحة السياسية حراكا غير مسبوق بين معسكر الموالاة والمعارضة، بعد فترة من الركود والترقب التي فرضها الدستور على المشهد السياسي الذي خيمت عليه في الآونة الأخيرة انتفاضة القادة تحضيرا للمرحلة المقبلة، واختارت بداية أسبوع ساخنة تتزعمها تنسيقية الانتقال الديمقراطي التي تحضر لندوة مازفران 2، وسباق الأفلان والأرندي، فضلا عن عودة الأفافاس إلى التجمعات الشعبية داخل وخارج الوطن. وخرجت التشكيلات السياسية على اختلاف أطيافها من مرحلة الهدوء التي شهدتها الساحة قبل الدستور، للعودة إلى النشاط السياسي وتفعيل مبادراتها بشكل انفرادي بعيدا عن التحالفات والمبادرات، لاسيما أن المرحلة المقبلة ستعرف عدة محطات وتغييرات هامة أبرزها قوانين عضوية وتشكيل حكومة تبقى مطروحة، ما إذا كان الرئيس بوتفليقة سيعتمد على الشخصيات التكنوقراطية لتسيير الوزارات كما جرت عليه العادة، أم سينزل هذه المرة عند رغبة الحزب العتيد وأمينه العام عمار سعداني الذي طالب مرارا بحكومة حزبية من الأغلبية البرلمانية، ويختار بذلك حكومة أفلانية، فضلا عن التحضير للانتخابات التشريعية والمحلية، ما يعني أن حمى السباق ستبدأ هذه المرة مبكرا في ظل الصراع الدائر بين مختلف الأحزاب التي خرجت من قوقعة المبادرات السياسية التي خيمت على المشهد السياسي قبل الإعلان عن التعديل الدستوري وفرضت بين أحزاب السلطة زواجا غير شرعي انتهى عقده بانتهاء فترة الوفاق التي فرضتها السلطة. وأعلنت مختلف الأحزاب السياسية حالة استنفار من خلال أجندة مكثفة وعقد تجمعات ولقاءات عبر مختلف الولايات، حيث خرج أقدم حزب معارض في الساحة السياسية الأفافاس بعد غياب عن الحراك لتنظيم عدة تجمعات بداية من يوم السبت لتنظيم لقاءات في الداخل والخارج بمناسبة أربيعينة الزعيم آيت أحمد للعودة إلى المشهد السياسي بالقيادات الجديدة وأبرزها عمار العسكري والسكرتير محمد نبو، ويرى أستاذ الفلسفة السياسية بن شريط عبد الرحمان في هذا الخروج، هو رغبة القيادات الجديدة في الحزب بعد رحيل آيت أحمد للتأكيد على أن الأفافاس لا يزال رقما مهما يراهن عليه في المعادلة السياسية. كما يسابق حزب التجمع الوطني الديمقراطي الزمن عبر لقاءات مكثفة مست عدة ولايات آخرها أمس بولايات الجنوب. وهي التجمعات التي سبق أن شدد عليها أحمد أويحيى لتوسيع قواعد الحزب، والتحضير للمؤتمر الاستثنائي المقرر شهر ماي المقبل والانتخابات التشريعية. وبالوتيرة نفسها يسير الحزب العتيد الأفلان الذي زاد هو الأخر في حمى لقاءاته لقياس ترمومتر قواعده خاصة الشبانية منها لاسيما أنه يعول على افتكاك رئاسة المجلس الأعلى للشباب وقيادة الحكومة الجديدة. ولم يسمح عمار غول هو الآخر لتاج أن يغيب في هذه المرحلة الحساسة عن المشهد، حيث وضع هو الآخر برنامجا مكثفا لتجمعات شعبية آخرها تجمع حسين داي بعد عدة لقاءات حزبية استمال فيها الشباب وقواعد الحزب تحضيرا للمرحلة المقبلة التي قال إن تاج سيلعب فيها كل حظوظه. ولم تقتصر التحركات الحثيثة على أحزاب السلطة فحسب بل امتدت إلى أحزاب"معارضة" على غرار جبهة التغيير، ورئيس حزب طلائع الحريات الذي قام بعدة تجمعات منذ الإعلان عن الدستور، ويعتزم اليوم تنظيم تجمع شعبي في تبسة لشرح مواقف الحزب من مختلف ما يدور في الساحة. وإن كان حراك المعارضة او تنسيقية الانتقال الديمقراطي التي تحضر لندوة مازفران 2 الأكثر أهمية بالنظر لما ستفرزه هذه الندوة للمشهد السياسي بعد إدارة ظهرها للسلطة في التصويت على الدستور، إذ ينتظر الإعلان عن خارطة طريقها للمرحلة المقبلة التي تعرف عدة تحديات ومحطات في ظل الحديث عن مقاطعة شخصيات مهمة لهذه الندوة.