الأوضاع الأمنية المتوترة على الحدود الجزائرية، دفعت أحزاب المعارضة لتوحيد لهجتها وخطابها الداعم لجهود الجيش الوطني الشعبي، في مكافحته للإرهاب وللجريمة المنظمة بصفة عامة، وهي التي حيت وتحيي في كل مرة موقف الجزائر الثابت بخصوص عدم التدخل العسكري في أي دولة. وسارعت مؤخرا أحزاب المعارضة للرد على أحزاب الموالاة التي ما فتئت تتهمها بمحاولة زعزعة استقرار البلد، حيث أعلنت أغلب قيادات أحزاب المعارضة ولاءها ودعمها للجيش الوطني الشعبي في مكافحته للجريمة المنظمة بصفة عامة والإرهاب بصفة خاصة، بالنظر للوضعية المضطربة التي تعرفها أغلب الحدود الجزائرية، وهي التي تتميز في جنوبها باضطرابات وعدم استقرار في مالي، وغربا الحرب القذرة التي يقودها المخزن على الجزائر ومحاولته إغراق التراب الوطني يوميا بأطنان من المخدرات، وفي الناحية الشرقية فإن الحدود من الجارة ليبيا ملتهبة، ناهيك عن التحديات الأمنية المختلفة أبرزها التهريب والمخدرات واللاجئين. حركة مجتمع السلم: الجيش جيش كل الجزائريين حيا رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الموقف التقليدي الثابت للجيش الوطني الشعبي، الذي لا يريد حسبه أن يتورط خارج حدوده في حرب مصنوعة من الاستعمار، ووصفه بالموقف السيد الذي يريد أن يثبت دور أمن ولايات الحدود الجزائرية. كما دعا المواطنين وخاصة في الجنوب وعلى الحدود مع ليبيا ليكونوا جسما واحدا مع الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، مضيفا أنه ولمواجهة هذه التحديات يجب أن يكون كل الجزائريين محميين ويقظين ومجندين وأعينهم على ترابهم وعلى حدودهم وأن يكونوا في خندق واحد أمام هذا الخطر مع الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني. حركة البناء: الجيش الوطني الشعبي سليل الثورة وبالنظر لهذه الوضعية الأمنية، قال الأمين العام لحركة البناء الوطني، أحمد الدان، إن الحركة قامت بطرح مبادرة الجدار الوطني على أساس الخروج من الحسابات الانتخابية إلى حسابات القضايا المصيرية للبلاد، ومنها موضوع الوحدة الوطنية والأمن القومي للجزائر، معتبرا أن حركته تعتقد أن تدمير الجيوش العربية هو "أجندة خارجية" بدأت في العراق واليمن وسوريا وليبيا "ولا تزال مستمرة" لضرب القوى الحيوية للأمة. جيل جديد: ندعم قواتنا المسلحة وعلى الخطى نفسها، سار حزب جيل جديد، حيث اعتبر القيادي إسماعيل جيلالي، أن الجيش الوطني الشعبي "كان دائما الذراع الواقي للبلد"، مذكرا بسنوات الجمر في التسعينات، مؤكدا أنه "لولا تماسك الجيش وقدراته لدخلت الجزائر في حرب أهلية"، مؤكدا وبصريح العبارة "نعم نحن ندعم قواتنا المسلحة للدور الذي تقوم به وهو دورها الأساسي". حركة النهضة: الجميع مدعو للتعاون مع الجيش لحماية البلاد دعا الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، في آخر ظهور إعلامي له، إلى ضرورة تضافر جهود كافة مكونات المجتمع لحماية البلاد من مخاطر التوترات الإقليمية. وقال في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح أشغال مجلس الشورى الوطني لحزبه، أن المجتمع المدني بمختلف مكوناته، مدعو إلى التعاون مع الجيش الوطني الشعبي لحماية البلاد من "مخاطر التوترات الإقليمية". الأفافاس: لا للتدخل العسكري في ليبيا استنكرت جبهة القوى الاشتراكية، في آخر اجتماع للمجلس الوطني، مواصلة سياسات الحرب "البعيدة كل البعد عن مكافحة الإرهاب بطريقة مجدية"، والتي تؤدي إلى تدمير الدول وإلى وضعيات إنسانية كارثية، وأكدت مجددا تمسكها بالحلول السياسية باعتبارها السبيل الوحيد لتسوية الصراعات، وإلى احترام سلامة ووحدة البلدان، وهو النهج نفسه الذي تتبناه السياسية الخارجية الجزائرية، والرافضة أيضا لأي تدخل عسكري. جبهة التغيير: نثمن جهود قيادة الجيش قال المكلف بالإعلام في جبهة التغيير، إدريس ربوح، إن الحزب يثمن جميع الجهود التي تقوم بها قيادة الجيش الشعبي الوطني لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه الجزائر، سواء داخل الوطن أو في حدودنا الملتهبة، مؤكدا أن تأمين أكثر من 6000 كلم من حدودنا البرية مع دول أغلبها تعيش أوضاعا أمنية صعبة وأحيانا متدهورة، هذه المهمة تحتاج إلى دعم الجبهة الداخلية المحتقنة بالمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، والتي حسبه ليست في صالح التحديات الخارجية سالفة الذكر. وعليه حسب ربوح يحتم على السلطات أن تباشر مجموعة من المبادرات والحلول في اتجاه المعارضة السياسية ونقابات العمال ومنظمات أرباب العمل وغيرها من المكونات الأساسية للمجتمع الجزائري للوصول إلى ندوة وطنية لمناقشة مختلف مشاكل الجزائريين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، والوصول إلى حلول توافقية وذلك بغية تحصين الجبهة الداخلية وتأهليها لتكون السند الفعلي والعمق الشعبي للجيش الشعبي الوطني ومختلف الأجهزة الأمنية لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي للجزائر.