علمت ''البلاد'' من مصادر رسمية، في ساعة متأخرة من مساء أمس، أن مصالح خفر الشواطئ التونسية تمكنت من اعتقال 36 ''حرافا'' جزائريا على متن قاربين على بعد حوالي 16 ميلا بحريا شرق شواطئ مدينة طبرقةالتونسية، ومن شأن هذا الخبر أن يضع حدا لأسبوع كامل من عمليات البحث في عرض المياه الإقليمية الجزائرية بعد إعلان فقدان هؤلاء الشبان خلال مغامرتهم لبلوغ جزيرة سردينيا الإيطالية· وكان رئيس المحطة البحرية الرئيسية لحرس السواحل بولاية عنابة، عبد العزيز زايدي، قد كشف أمس أن مصالحه تلقت بلاغا من عائلات ''حرافة'' من عدة ولايات شرقية تفيد بفقدان 36 مترشحا للهجرة غير الشرعية في عرض البحر بعد إقلاعهم يوم الاثنين الماضي من شاطئي سيدي سالم وسيبوس بولاية عنابة على متن قاربين أحدهم يضم 19 شابا والآخر 17 كانوا في طريقهم إلى جزيرة سردينيا الإيطالية·وفور تلقي تلك الإشعارات سارعت قوات البحرية الجزائرية، حسب تصريحات رئيس المحطة البحرية الرئيسية لحرس الشواطئ في اتصال هاتفي مع ''البلاد''، إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى للبحث عن المفقودين في المياه الإقليمية الوطنية بالتنسيق المباشر مع نظيراتها في كل من تونس، إيطاليا وإسبانيا·وعلمت ''البلاد'' من مصادر موثوقة أن وزارة الدفاع الوطني تحركت بتسخير طائرتين مروحيتين من مطار بوفاريك العسكري بولاية البليدة إلى جانب سرب من مروحيات الدرك الوطني وبواخر حراس السواحل للمساهمة في عمليات البحث المكثف التي تتولاها فرق مشتركة من الجيش الوطني والبحرية الجزائرية مزودة بعتاد متطور للرصد والمراقبة ووسائل اتصال ورؤية تعمل بالأشعة تحت الحمراء· وتفيد بلاغات عائلات ''الحرافة'' الذين ينحدرون من ولايات عنابة، فالمة، سكيكدة والطارف بأن ذويهم ركبوا البحر ليلة الاثنين إلى الثلاثاء الماضي انطلاقا من شاطئي سيبوس وسيدي سالم على متن زورقين من صنع تقليدي طوله 7 أمتار وبمحركين بقدرة 40 حصانا وفقا لتصريحات الشبان عن طريق اتصالات بالهاتف النقال· وذكرت إحدى الأمهات أن ولدها أبلغها أنهم تاهوا في عرض البحر عشية الخميس المنصرم وقد نفدت مؤونتهم المشكلة أساسا من معجون التمر والأجبان، إضافة الى استهلاكهم نصف كمية البنزين الذي أخذوه في رحلتهم·وكشف أحد الأولياء أنه اتصل بابنه الذي أبلغه أنهم بالقربة من السواحل التونسية حسب ترجيحهم، ثم فقد الاتصال به خلال لحظات، مما يرجح حسب رواية الوالد لمصالح البحرية أن السلطات التونسية تكون قد اعتقلت هذا الفوج المتكون من 25 شابا حسب المصدر نفسه· ولم يتسن للجريدة التأكد من صحة ما يرويه أهالي المفقودين في البحر من مصادر رسمية من المجموعة الإقليمية لحرس الشواطئ ، غير أن مصادر مطلعة أكدت أن مصالح البحرية تنسق في هذا السياق مع نظيرتها التونسية لتوسيع عمليات البحث في المياه الإقليمية لهذا البلد الشقيق ناهيك عن عمليات المسح الشامل التي تتواصل كذلك في عرض المياه الإقليمية الدولية· الى ذلك، أوردت مصادر ''البلاد'' أن اتصالات تجري بين عائلات ''الحرافة'' لتنسيق مواقفها بخصوص المطالبة بتحرك أقوى من السلطات بحثا عن مصير أبنائهم· في حين أشارت مصادر أخرى إلى أن عمليات البحث المتواصلة على مدار أسبوع كامل تكون قد توقفت مساء أمس بعد تلقي أخبار رسمية عن اعتقال فوجين من الحرافة أحدهما مشكل من 17 شابا والآخر من 19 بسواحل مدينة طبرقةالتونسية تتراوح أعمارهم بين 19 و37 سنة·وبالموازاة تحركت الجهات الأمنية للتحقيق في ملابسات هذه القضية خاصة تعقب ''تجار الموت'' وكذا الوسطاء الذين ينسجون علاقات مع الراغبين في الهجرة بالولايات الشرقية خاصة ولاية عنابة باعتبارها المنطلق·