فالس جاء "ليأخذ صفقات ويفتح السوق أمام فرنسا" وصفت لويزة حنون، الأمينة العامة لحزب العمال، قيام مانويل فالس بنشر صورة الرئيس بوتفليقة عقب انتهاء زيارته للجزائر ب"الاستفزاز" و"العدوان"، معتبرة أن ما قام به جاء كرد فعل ل"مقاومة الرئيس" و"رفضه الرضوخ" لمطالب فرنسا الاقتصادية، معتبرة أن صحة الرئيس "شأن داخلي" يخص الجزائريين فقط. فيما وجهت رسائل إلى المعارضة محذرة من أي تبرير لهذا الاستفزاز. وقال لويزة حنون إن زيارة الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، جاءت في ظروف "متوترة"، سبقتها "استفزازات" جريدة لوموند التي نشرت صورة الرئس بوتفليقة عوض وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب "الذي ورد اسمه في فضيحة أوراق باناما"، مدرجة ذلك ضمن "الضغوط" التي تحاول فرنسا ممارستها على الجزائر. وأضافت حنون لدى افتتاحها أشغال دورة اللجنة المركزية أمس الجمعة، أن فالس جاء إلى الجزائر "ليأخذ صفقات ويفتح السوق أمام فرنسا". وقالت حنون إن رئيس الوزراء الفرنسي عندما لم يتحصل على كل ما كان ينوي الحصول عليه "قرر أن ينتقم بطريقة استفزازية لا تطاق"، بنشر صورة الرئيس، وقالت "هذا ليس صدفة أو صورة صحفية"، بل إن هذا الأمر "متعمد"، واصفة ذلك ب"السابقة الخطيرة". ولم تتوان عن وصف الأمر بأنه "عملية سياسية مدبرة"، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما قالت إنها "بمثابة انتقام وغير بعيدة عن التهديد". وقالت: إن ما قام به فالس هو "عدوان"، وأن العملية تذكرها بحادثة المروحة "بطريقة معكوسة". وفي هذا السياق ترى زعيمة حزب العمال، أن رئيس الجمهورية "هذه المرة اكتشف أن التوازن الذي حرص عليه بين أوروبا وأمريكا بدأ يذهب لصالح الأفضلية الفرنسية، لم يرضخ لطلبات فالس"، وأضاف "ربما غضب بسبب وضع صورته في الجريدة الفرنسية التي تحدثت عن ملفات باناما"، لتؤكد أن الرئيس بوتفليقة هذه المرة "قاوم لما رفض الرضوخ لكل مطالب فالس". وعادت حنون إلى الوضعية الصحية للرئيس بوتفليقة لتقول "نعم الرئيس مريض"، وأن الجزائريين لما اختاروه رئيسا كانوا على دراية تامة بوضعه الصحي، وأن "هذا الأمر يخص الجزائريين فقط"، مشددة على أن الجزائريين "لن يقبلوا أبدا الإملاءات من الخارج"، وقالت "إن صحة الرئيس شأن داخلي جزائري حصريا".ومن جهة أخرى، وجهت حنون رسائل مشفرة إلى قوى المعارضة، محذرة من أي تبرير لاستفزازات فالس "بالثغرات الموجودة في التسيير"، داعية إلى ضرورة "معالجة الأمر بين الجزائريين"، وأنه لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لهجمة خارجية، وأوضحت أنه "إذا بررنا سنمهد للتدخل الخارجي ووضع بلادنا تحت الوصاية الخارجية"، مذكرة من يريد تبرير ما قام به رئيس الوزراء الفرنسي بالقول "فالس قام بجريمة". وفي الشق الأمني، قالت إن اختراق الحدود من طرف الجماعات الإرهابية والعثور على أسلحة حربية من طرف قوات الجيش الشعبي الوطني، مؤشر على وجود "تواطؤ مع الإرهاب في ترابنا"، الأمر الذي يتطلب التعبئة الشعبية لدعم الجيش وقوات الأمن بمختلف تشكيلاتها، من خلال "معالجة المشاكل السياسية والاجتماعية وليس الهروب إلى الأمام والقمع الذي يزيد من خطورة الأزمة". طرح القرض السندي بهويات مجهولة سيمكّن "الدواعش" من الاستفادة منه انتقدت حنون القرض السندي الذي أعلنت عنه الحكومة، الأسبوع الماضي، الذي ترى أنه يشجع على "تبييض الأموال والتهرب الجبائي". كما استغربت أن تكون السندات مجهولة هوية أصحابها، مما يمكن حسبها حتى "الإرهابيين والدواعش والأجانب وصناديق المضاربة وصناديق الكواسر" من الاكتتاب، وهذا حسب حنون "خطر داهم وهو هروب إلى الأمام"، واصفة اللجوء إلى هذا النوع من الاستدانة "إعدام للدولة الجزائرية على الطريقة الصومالية"، معتبرة أن أحد أهم الحلول التي يمكن للحكومة أن تلجأ إليها "في حال وجود إرادة سياسية"، التوجه نحو 9 آلاف و800 مليار دينار قيمة الضرائب غير المحصلة.