هرع الجزائريون المقيمون بالخارج بكثافة لأداء واجبهم الانتخابي، أمس، عبر عدة عواصم آسيوية، أوروبية، أمريكية وعربية.إذ توجه أزيد من 554.149 ناخبا من الجالية الجزائرية إلى صنادق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ساعات مبكرة.وتركت مشاهد اندفاع الناخبين الجزائريين بغزارة أثرا واندهاشا كبيرين لدى الملاحظين السياسيين والإعلام الغربي بالنظر للحصيلة التي فاقت التوقعات، من خلال مشاهدة الإقبال الكبير وسط الجالية نحو مكاتب التصويت في أول أيام العملية الانتخابية التي ستستمر إلى غاية التاسع أفريل الجاري. وشهدت مكاتب الاقتراع إقبالا قويا من طرف عناصر الجالية الجزائرية الذين برهنوا، كما في السابق، على ارتباطهم بالوطن وحرصهم الشديد على قيامهم بواجبهم الوطني في مثل هذه المواعيد التاريخية. كيف لا وهم على موعد هذه المرة مع استحقاق هام ومصيري يتمثل في اختيار الرئيس الذي سيعتلي منصب القاضي الأول للبلاد. وقد توافد المهاجرون بكثرة على صناديق الاقتراع في كبريات المدن الغربية والمشاركة القوية التي عرفها، مما يدل على أن الحملات التحسيسية التي نشطت قبل عملية الاقتراع للتوعية بواجب الانتخاب أثمرت في أوساط الجالية الذين استجابوا لموعد التاسع من أفريل الجاري، كما يعد رسالة للجائريين للمشاركة بقوة الخميس المقبل. وفتحت مكاتب التصويت المتواجدة بالمقاطعات التابعة لكبريات العواصم الحاشدة بالتجمعات الجالية المغتربة أبوابها لاستقبال المنتخبين في ظروف ملائمة، على غرار العاصمة الفرنسية باريس التي تعرف تمركزا كبير للجالية الجزائرية، حيث سارع العديد من المنتخبين للإدلاء بأصواتهم، تعبيرا منهم عن إحساسهم المدني وروح المسؤولية تجاه وطنهم الذي لبوا نداءه في كل حين. وشهدت مرسيليا هي الأخرى مشاركة غير معتادة، حيث تجاوزت المنظمين مما اضطرهم إلى إغلاق أبواب الاقتراع لمدة ساعتين في انتظار إعادة تنظيم العملية، وحتى يتسنى لجميع المنتخبين تأدية واجبهم الوطني في ظروف حسنة. فيما عرفت مختلف المقاطعات التابعة لمصالح قنصلية الجزائر في باقي العواصم الأوروبية والعربية إقبالا قويا من قبل الجالية. يأتي هذا نتيجة للتسهيلات التي وفرتها السلطات الجزائرية المنظمة لرئاسيات 2009 بالخارج، والتي استطاعت تجاوز العراقيل التي تحول دون إتمام العملية الانتخابية على أكمل وجه، وذلك عن طريق فتح مكاتب جديدة، والأخذ بعين الاعتبار مصاربف التنقل والغيابات المهنية. يجدر بالتذكير بأن عملية الاقتراع في المهجر تستمر على مدار خمسة أيام وفق القانون الذي ينص على انطلاق العملية في المهجر قبل خمسة أيام من انطلاقها رسميا في أرض الوطن.