كشف تحقيق حديث أعدته الهيئة الوطنية لتطوير البحث وترقية الصحة ''فورام'' شهر ماي الماضي، أن 71,37 بالمئة من أفراد عينة مستجوبة قوامها حوالي 11 ألف شخص، اعترفوا بأنه سبق لهم تعاطي المخدرات. واعتبر 15 بالمئة من المستجوبين أن المخدرات ''مفيدة للصحة''، فيما اعتبر 15 بالمئة من الطلبة الذين شملتهم الدراسة أنها ''تحل مشاكل الشباب''، علما أن الطلبة يمثلون 43 بالمئة من العينات المستجوبة، أما إجمالي الأشخاص الذين اعتبروها ''حلا'' للمشاكل فبلغ 06 بالمئة. وأوضح رئيس ''فورام'' البروفيسور مصطفي خياطي أمس، خلال عرضه نتائج التحقيق في ندوة صحفية بمقر يومية ''المجاهد'' أنه تم توزيع استمارات أسئلة على 11156 شخصا متطوعين، ينقسمون إلى ثلاث فئات: الطلبة 43 بالمئة، العمال 35 بالمئة، العاطلون ونسبتهم 22 بالمئة، وبالنسبة للجنس فإن 65 بالمئة من المشمولين بالتحقيق ذكور، و35 بالمئة إناث. وذكر ذات المصدر أن التحقيق أجري ب 10 ولايات، وبثلاثة مواقع جامعية بالجزائر العاصمة. وبخصوص الفئات العمرية؛ فإن 22 بالمئة لديهم أقل من 22 سنة، و40 بالمائة أعمارهم ما بين 20 و25 سنة، و31 بالمئة ما بين 25 و35 سنة. وبالنسبة للطلبة فإن 05 بالمئة منهم أعمارهم تقل عن 20 سنة، و62 بالمئة أعمارهم ما بين 20 إلى 25 سنة، و40 بالمئة أعمارهم ما بين 25 و30 سنة. وبخصوص ال 71,37 بالمئة الذين أجابوا بنعم لدى سؤالهم عما إذا سبق لهم تعاطي المخدرات؛ فإنهم يتوزعون على النحو الآتي: 58,55 بالمئة عاطلون، و77,33 طلبة جامعيون. وأشارت 60 بالمئة من العاطلين الذين أقروا باستهلاك المخدرات، إلى أنهم يتعاطونها بصفة دائمة، فيما بلغت النسبة وسط مجموع المستجوبين 20,23 بالمئة. وعن الأصناف التي يستهلكها هؤلاء؛ ذكر 70 بالمئة منهم، أنهم يستهلكون القنب الهندي، ''مما يعني أنه الأكثر وفرة'' حسب تعبير البروفيسور خياطي. فيما يتعاطى 22 بالمئة مضادات الاكتئاب (الأقراص المخدّرة). كما كشف التحقيق أن المخدرات القوية، على غرار الهيرويين ''ليست نادرة''. كما نفى التحقيق وجود مواصفات معينة في شخص مستهلك المخدرات، حيث توصل إلى أن استهلاك المخدرات ''لا يقتصر على طبقة بعينها، وشرائح المجتمع كافة معنية به''. فضلا عن كون الظاهرة ''تمس الشارع والمدرسة بنفس القدر، والذكور كما الإناث''. كما جاء التحقيق لينفي الصورة النمطية، حول كون منطقة الغرب الجزائري، هي الأكثر استهلاكا، إذ توصلت ''الفورام'' إلى أن منطقتي الشرق والوسط تعرفان انتشار الظاهرة بنفس القدر، فيما يقل الانتشار نسبيا بمنطقة الجنوب. وحمّل تحقيق ''الفورام'' الأولياء جزءا من مسؤولية دخول الأبناء عالم المخدرات، حيث تم التوصل إلى أن 42 بالمئة يحصلون على النقود لشراء المخدرات من أوليائهم، فيما أقر 6,8 من العاطلين أن مصدر النقود هو السرقة. الظاهرة ليست جديدة بالجزائر وتعود إلى القرن 15 وقدم خياطي عرضا تاريخيا عن ظاهرة تعاطي المخدرات بالجزائر، فقال ''كانت هناك زراعة لأنواع من النباتات المخدرة بالجزائر خلال القرنين 15 و16 ميلادي، وكان العلاج الطبي أحد استخداماتها.. وفي زمن منعت جبهة التحرير استهلاك التبغ والمخدرات، لكن الاستهلاك بقي موجودا ومنحصرا في فئات محدودة، على غرار الفنانين والمهاجرين''، وأضاف المتحدث أن الاستهلاك ''عرف ذروته مطلع عقد التسعينيات''.