تعرف مواقع التواصل الاجتماعي، نقاشا متناقضا من اليمين إلى اليسار، وبعد أسابيع من الحرب التي شنها الكثير على كل من وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت وزميلتها وزيرة البريد وتكنولوجيا الاتصالات هدى فرعون، في أعقاب قضية تسريب مواضيع بكالوريا جوان 2016، وما تبعه من إجراء دورة ثانية وحجب عدة مواقع شهيرة، بعد هذه الواقعة، طار النقاش إلى خطر الفرنسية على المدرسة الجزائرية، ودور اللوبي الضاغط من أجل التغريب تحت غطاء التجديد والإصلاح، قبل أن يتحول النقاش إلى وجهة أخرى ارتبطت بالعمليات الإرهابية والاستعراضية التي استهدفت عدة مدن أروبية، قبل أن تحط طائرة النقاش الفايسبوكي في مطار "إكرام" التي لا تشبه أي من النقاشات السابقة، سوى الفراغ القاتل الذي خلفته، وكشفت عن أزمة عميقة أخطر على المجتمع من كافة التهديدات، بينما غاب الأساتذة وعلماء الاجتماع عن تفسيير الظاهرة، وتحديد أسباب هبوط مستوى النقاش إلى قضية عائلية يمكن أن نجد في أرشيف العدالة والمحاكم بصفة عامة، ما هو أغرب منها. استدرك الكثير من المدونين مستوى النقاش الذي عم كافة منصات الفايسبوك، بالقول إن هذا الأمر "تافه" مثلما أشار إلى ذلك صحافي سابق في التلفزيون الجزائري "زين الدين بوعشة" الذي وصف قضية إكرام بالفارغة. أما الصحافي المخضرم السعدي ناصر الدين فعلق على الظاهرة بالقول إن سكان الجدار الأزرق منشغلون باللون الأزرق للدفتر العائلي في إشارة إلى إكرم وعبد القادر.. فيما عالج الصحافي المعروف إبراهيم قار علي المسألة من زاوية أخلاقيات المهنة وقوانين الإعلام، حيث كتب جدارية جاء فيها "المادة الثالثة والتسعون، من القانون العضوي المتعلق بالإعلام.. يمنع انتهاك الحياة الخاصة للأشخاص وشرفهم واعتبارهم. أما الناشط عتيق إبراهيم هواري فحذر من السير في هذا المنحى المشجع على فضح أسرار العلاقات الزوجية في المجتمع، وهو منحى خطير جدا. أما الصحافي مروان لوناس فكتب يقول "في مجتمعات تعيش الفراغ بعدما سقطت في هوة سحيقة تصبح قضية خلاف عائلي قضية رأي عام."هذا المظهر الفايسبوكي ليس جديدا على رواد موقع التواصل الاجتماعي الأول في الجزائر "الفايسبوك" فالكثير من القضايا أثيرت بشكل جنوني، وهذا ما دفع إلى التساؤل عن الخلل القائم في المجتمع. خاصة إن كان الأمر يتعلق بقطاع واسع من مستويات ثقافية وعلمية واجتماعية متفاوتة. وفي غياب تفسير علمي اجتماعي للظاهرة من قبل المتخصصين لدراسة أسباب هذا السقوط أو التهاوي الحر لفقه الأولويات من نقاش الجزائريين، يبقى المواطن يعيش على وقع مشاكل وتحديات اجتماعية لا وجود لها في حجم ومستوى النقاش الدائر حاليا.