دقّ المئات من مربيي الدواجن، ناقوس الخطر، من استمرار نفوق آلاف الدواجن بسبب إصابتها بعدة أمراض أخطرها فيروس "النيوكاستل" أو ما يُطلق عليه أيضا في بعض الدول ب "شبه طاعون الدجاج"، حيث يقتل جميع الدجاج الموجود داخل المستودع أو المستثمرة أو مكان تربيته، وقد خلّف هذا الفيروس نفوق حوالي 30 بالمائة من المنتوج الوطني من الدجاج في مدة شهر ونصف في بلادنا حسب ما أكده مربون ل "البلاد"، والوضع سيزداد حدة باعتبار أن مدة احتضان هذا الفيروس أو مدة حياته من شهرين إلى 3 أشهر في الأرض وفي حظيرة، وهو فيروس جد مقاوم لدرجة الحرارة المحيطة به ويبقى معديا، وهذا ما كبّد المربين خسائر معتبرة قدرت بآلاف الملايير، مما جعل الكثير منهم يتوقفون عن النشاط، الأمر الذي أدى إلى نقص فادح في المنتوج الوطني للدجاج والبيض وبالتالي ارتفاع أسعارها في الأسواق، حيث وصل سعر الدجاج إلى 500 دينار للكيلوغرام و15 دج لحبة البيض. في هذا السياق، أبدى رئيس المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة تربية الدواجن مومن قالي، في اتصال ب "البلاد" أمس، تخوفه من لجوء الجزائر إلى استيراد "البيض" بعد أن عرف المنتوج انخفاضا كبيرا، على خلفية عدم تحضير المربين للدجاج المبيض الذي أدى فيروس "النيوكاستل" وأمراض أخرى إلى نفوقه وذلك منذ حوالي شهر ونصف أي بعد شهر رمضان. وأرجع المسؤول السبب الرئيسي وراء الارتفاع الفادح في أسعار الدجاج الذي تراوح من 400 إلى 500 دينار للكيلوغرام في الأسابيع الأخيرة، و15 دينارا لحبة البيض، إلى أن المربين لم يحضرُوا الدجاج المبيض وذلك بسبب كثرة الأمراض التي أصابت الدجاج علما أن تربية الدجاج المبيض يتطلب على الأقل مدة شهرين والتي لم تتكفل بها الجهات الوصية سواء من حيث توفير الأدوية أو دعم هؤلاء المربين الذين تكبدوا خسائر معتبرة. ناهيك عن هذا الوضع يضيف أن المربين طلبوا من البنوك إعادة تجديد القرض الحسن، حيث إن طلباتهم لم تُؤخذ بعين الاعتبار، أمام ارتفاع أسعار الأغذية الموجهة للدواجن، لاسيما مادة العلف. بالمقابل، انتشار الأمراض التي لم يجد لها المربون الأدوية بالكميات الكافية لمواجهة الفيروس المعدي والذي ينتشر بسرعة فائقة، مما دفع بالكثيرين إلى التوقف عن النشاط، وبالتالي تراجع عدد المنتجين الذين من المفروض يُؤمنون السوق الوطنية بمادة الدجاج والبيض بعد أن كان عددهم 20 ألف مربي ينشطون بصفة قانونية. وذكر المتحدث في ردّه على سؤالنا حول واقع الوضع حاليا، بالتأكيد على أن الوضع "الخطير، ويُصبح أخطر إذا توجهنا إلى استيراد مادة البيض"، مشيرا إلى أن "المجلس الذي يترأسه قدّم اقتراحاته للوزير الجديد للقطاع للنهوض بشعبة تربية الدواجن ورفع طاقة الإنتاج الوطني والعصرنة، حيث أكد الوزير التكفل بجميع الانشغالات مع الدخول الاجتماعي"، غير أن الوضع الخطير يستدعي التدخل العاجل واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة إحياء الإنتاج قبل فوات الآوان، لاسيما أن المواطن هو الذي سيدفع فاتورة هذا النقص في الإنتاج وارتفاع الأسعار.وعن الولايات الأكثر تضررا من هذا الفيروس، فأكد محدثنا أنه تقريبا كل الولايات متضررة، منها بولايات الوسط، المدية، البويرة، وغربا ولاية معسكر، وولاية باتنة التي تساهم وحدها بنسبة 20 بالمائة في الإنتاج الوطني في شعبة الدواجن، هذه الأخيرة، توقف معظم المربين مؤخرا عن ممارسة النشاط للأسباب المذكورة سابقا. وعليه، دقّ المتحدث ناقوس الخطر، وضرورة التدخل العاجل للسلطات المعنية لاستدراك الوضع وذلك بإيجاد الحلول للوضعيات الراهنة من أجل رفع الإنتاج. 30 بالمائة من المنتوج الوطني من الدجاج أصيب بفيروس "النيوكاستل" من جهته، أكد أحد مربي الدواجن من ولاية المدية في اتصال ب "البلاد"، أن حوالي 30 بالمائة من المنتوج الوطني من الدجاج تعرضت للفيروس وبالتالي نفوق آلاف الآلاف من الدجاج، حتى الدجاج المبيض. وأضاف المتحدث أن المرض الذي ظهر على الدواجن بعد رمضان، شخصه البياطرة على أنه فيروس "النيوكاستل" على وجه الخصوص، مشيرا في ذات السياق إلى نقص المخابر المختصة لأخذ عينات وتأكيد أنواع الأمراض التي تُصاب بها الدواجن، مضيفا أن المربين طالبوا بأخذ عينات من أجل التحاليل لكن انشغالاتهم لم تُؤخذ بعين الاعتبار، مما دفع بالكثير من المربين بالتوقف عن الإنتاج. وفي سياق متصل، كشف العديد من المربين عن توقفهم عن تربية الدواجن منذ عدة أشهر لارتفاع تكاليف تربية الدواجن منها ارتفاع أسعار علف الدجاج وأمام ذلك عدم توفر الأدوية لمواجهة الأمراض التي تصاب بها هذه الطيور، قصد تفادي الخسائر، حيث أكد أحد المربين من ولاية البويرة أن آلاف من الدواجن التي كان يربيها أصابها الفيروس وتكبّد خسائر فاقت المليار ونصف المليار سنتيم. المواطن ضحية عدم تدخل دواوين الضبط لاقتناء فائض الدجاج المعروض قبل رمضان وبدوره، أكد مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية المستهلك في اتصال ب "البلاد"، أن الجمعية قد "حذرت من هذا الارتفاع الذي طال أسعار الدجاج والبيض، وذلك قبل شهر رمضان، حيث كانت أسعارها جد منخفضة وأقل من تكاليفها، ودقت الجمعية ناقوس الخطر"، وأضاف المتحدث أن "ما حصل من انخفاض في الأسعار وبالتالي خسارة تكبدها المربون أثنى من عزيمتهم وتوقفوا عن الإنتاج منذ أكثر من شهرين، وهي المدة اللازمة لتربية الدجاج المبيض حتى لا تتكبدهم خسائر أخرى". وأضاف زبدي أن دواوين الضبط لم تتدخل لاقتناء الفائض من الدواجن حين كانت تُعرض بأسعار منخفضة، وهو سبب آخر أدى إلى ارتفاع الأسعار الآن بسبب عدم التوازن بين العرض والطلب، إلى جانب بروز العديد من الأمراض بعدة ولايات منها بومرداس، البويرة، المدية وغيرها، مما أدى إلى نفوق آلاف الدواجن وحتى الدواجن المبيضة" أصبحت تعطي بيضا صغيرا جدا" يضيف متحدثنا. وحسب دراسات علمية، فإن سبب ذلك يعود إلى تعرض الدجاج المبيض إلى الفيروس يُحدث انخفاضا في إنتاج البيض يتراوح ما بين 20 إلى 50 بالمائة وقد يتوقف تماما مع إنتاج بيض قشرة أي تكون القشرة ضعيفة وهشة. أما عن تأثير المرض على الإنسان، فإن البياطرة يؤكدون أن الفيروس يعتبر من الأمراض الوبائية السريعة الانتشار والتي تسبب خسائر فادحة للمربي، كما أن عدوى الفيروس تظهر جلية عند الإنسان. وذلك بإصابة العين أو ما يسمى "العين الحمراء" أي إصابة العين بالاحمرار لعدة أيام ثم تُشفى، ويتعرض لهذا المرض خاصة المربين والعمال في المستثمرات وأماكن تربية الدواجن.