سقط ليلة أول أمس مزيد من القتلى برصاص الشرطة التونسية في صدامات تزامنت مع خطاب الرئيس زين العابدين بن علي الذي دعا فيه إلى وقف إطلاق الرصاص على المحتجين، في حين اضطرت قوات الأمن إلى مغادرة مدن وبلدات، كليا أو جزئيا، بسبب ضراوة الاحتجاجات وبينما كان بن علي يلقي خطابه، سقط قتيلان برصاص الشرطة في مدينة القيراون الواقعة وسط البلاد على مسافة 150 كلم تقريبا من العاصمة تونس، مما يفاقم حصيلة الضحايا التي تقول تقديرات منظمات حقيقية إنها بلغت 70 قتيلا على الأقل. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شهود أن شابا يدعى سيد ''23 عاما'' ويعمل فني كهرباء قتل برصاصة في صدره قرب مقر للشرطة أثناء مسيرة سلمية. وقالوا إن الشاب الآخر وهو عامل في مصنع للتبغ ويدعى الأمجد الدزيري ''40 عاما'' قتل أيضا برصاص الشرطة في المنطقة ذاتها. وتحدث الشهود عن حالة فوضى، وأشاروا إلى حرق ثلاثة مقرات للشرطة ومبنى للبلدية ومقر لحزب التجمع الدستوري الحاكم. كما اندلعت مساء أول أمس مواجهات في ضاحية الكرم الواقعة على مسافة 15 كلم فقط من القصر الرئاسي في ضاحية قرطاج، خلفت أربعة قتلى وعددا من الجرحى في صفوف المتظاهرين. وقالت التقارير إن القتلى الأربعة هم عاطف اللبان ونوري سيكالا وشكري إلياس ومحمد علي بن بريك. وقبل الخطاب الذي ألقاه الرئيس التونسي ليلة أول أمس، وأمر فيه بوقف استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي، كانت الصدامات قد بلغت قلب العاصمة تونس وشملت أحياء منها حي لافاييت. وقالت المصادر إن قتيلا واحدا على الأقل سقط وسط العاصمة في هذه المواجهات التي امتدت إلى أحياء شعبية في ضواحي العاصمة، مثل حي التضامن، قتل فيها شخصان وأصيب آخرون. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن شهود إن مواجهات حدثت ليلا بين الشرطة ومتظاهرين قرب مجمع تقني في حي الغزالة على مسافة كيلومترات قليلة من وسط العاصمة. وقبل ساعات من خطاب بن علي، كانت مصادر قد أبلغت الجزيرة بأن وحدات من الجيش سلمت مواقعها داخل العاصمة لوحدات خاصة من الشرطة، ومع ذلك ظلت وحدات من الجيش منتشرة حول منشآت حكومية وسط العاصمة التي من المقرر أن تشهد اليوم الجمعة إضرابا عاما ومسيرات بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل. وسقط أول أمس قتلى في مواجهات ولاية نابل الواقعة على مسافة أقل من 100 كلم جنوب العاصمة التونسية، والتي شهدت على غرار مدن أخرى حرق مقرات أمنية وحزبية ونهب محلات تجاري.