يستعد ممثلو المجتمع المدني داخل هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، لتوقيع شهادة وفاة الهيئة، بعد أن بدأت تباشير مشاركة مختلف الأحزاب المنضوية تحت لوائها في الانتخابات التشريعية القادمة، حيث يعتزم ممثلو المجتمع المدني إعلان انسحابهم من الهيئة. وذكر بعض ممثلي المجتمع المدني داخل هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، عن تحضيرهم للإعلان عن الانسحاب من الهيئة، بعدما تأكدت من أن أغلب الأحزاب المشكلة للهيئة ستشارك في الاستحقاقات القادمة، رغم الانتقادات الموجهة لقانوني الانتخابات وهيئة مراقبتها، وهو الأمر الذي تعتبره يناقض كل عمل التنسيقية من أجل الحريات والانتقال الديمقراطي، وهيئة التشاور والمتابعة للمعارضة التي رفعت سقف مطالبها المتمثلة في تحقيق انتقال ديمقراطي من خلال لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات، وهو الذي لم يتحقق.واعتبر أعضاء المجتمع المدني المنتمين للهيئة أن "المشروع السياسي للمعارضة انتهى"، وذكر البعض منهم أنه خلال اللقاءين الأخيرين لهيئة التشاور والمتابعة تم تنبيه زعماء الأحزاب السياسية إلى أنه "من غير المعقول" الحديث عن تقنين ودسترة التزوير ثم قبول المشاركة، متسائلين "بأي وجه ستقابلون المواطنين في الشارع؟؟"، معلقين على قرار مشاركة البعض ونية البعض الآخر في المشاركة قائلا "للسياسيين في قراراتهم شؤون". ويأتي هذا بعد أن أعلن حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية مشاركته في الانتخابات القادمة، وأبدى عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، موقفه من تعيين عبد الوهاب دربال على رأس هيئة مراقبة الانتخابات، واتجاه أغلب الأحزاب للمشاركة في هذه الاستحقاقات، الأمر الذي تم اعتباره مناقضا تماما لما تم التصريح بعه من قبل ورفع سقف المعارضة.من جهة أخرى، سبق للأستاذ ناصر جابي، عضو الهيئة، أن قدم قراءة نقدية من داخل الهيئة، واعتبر أنها تستمر في "نوع من لغة الخشب في الخطاب السياسي خاصة عندما يكون الحديث موجها للمواطن الغائب الأكبر، لغة خشب قد تعكس حالة المعارضة وهي على أبواب المشاركة في انتخابات غير مقتنعة بها وغير مقتنعة بالمقاطعة ولا تملك أدوات استثمارها السياسي على أرض الواقع"، مضيفا أن "تنسيقية الأحزاب وهيئة التشاور لم تصل إلى النضج كفكرة وممارسة لكي تكون مجالا لاتخاذ القرار المتعلق بالمشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها"، معتبرا أن أحزابا سياسية ستشارك في هذه الانتخابات "دون أن تنجح في إقناع نفسها بها ولا إقناع المواطن بالجدوى من المشاركة فيها وقد لا تستطيع بالتالي تجنيد قواعدها من اجل المشاركة فيها"، والأهم من ذلك حسب الأستاذ جابي أن بعض هذه الأحزاب "سيختفي من البرلمان بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات... من هنا يأتي فقر الخطاب الداعي للمشاركة وضعف حمولته السياسية وحتى عدم توافقه مع التحليل الذي تقوم به المعارضة نفسها للأوضاع السياسية"، متسائلا "لماذا إذن تشارك الأحزاب في هذا النوع من الانتخابات وهي عارفة بمخرجاتها؟".