آلان جوبي: "هولاند لطّخ منصبه بهذه الخرجات" الإليزيه: "التصريحات لا تعكس حقيقة آراء الرئيس" أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، بخصوص دفاعه عن نظرته للأزمة السورية وإقحامه لاسم الرئيس بوتفليقة ومجاهدي الثورة التحريرية في تلاسن حاد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سخط الطبقة السياسية الفرنسية بشكل جعل هولاند يتراجع في بيان رسمي عن الكلام الذي صدر عنه، مؤكدا أنه "لا يمت بصلة إلى حقيقة آرائه". خلّف مضمون كتاب "ما كان على الرئيس أن يقول هكذا" الذي صدر استنادا إلى تصريحات ومقابلات مطوّلة مع الرئيس الفرنسي صدمة طغت على أول مناظرة تلفزيونية جرت بين عدة مرشحين للانتخابات التمهيدية للرئاسة في صفوف المعارضة اليمينية. وإزاء موجة الاستنكار والاحتجاج ضد تصريحات فرانسوا هولاند، أعرب الرئيس الفرنسي في بيان رسمي أصدره قصر الإليزيه مساء أمس الأول عن "أسفه العميق" للكلام الذي صدر عنه، مؤكدا أنه "لا يمت بصلة إلى حقيقة آرائه". وتابع هولاند أن "حديثه مع الصحفيين كان متشعّبا إلى عدّة محاور وجزئيات ومعظم تصريحاته كانت أحيانا باختصار وأحيانا بالتلميح بشكل جعل من الصحفيين يجتهدون في مواقف عديدة للتعبير عن تلك التلميحات". وأبرز ما أثار معارضي هولاند من اليمين هي مواقفه من "الرضوخ والتحاور في إطار الاحترام التام لسيادة البلدان مع من كانت فرنسا الإستعمارية تصفهم بالإرهابيين" في إشارة إلى الرئيس بوتفليقة الذي سمّاه هولاند بالإسم وزاد أنه "يتباحث معه اليوم كرئيس دولة رغم أنه كان متخندقا مع المجاهدين الذين حاربوا فرنسا إبان الثورة التحريرية". كما طغت موجة الانتقادات داخل المناظرة، التي جرت مساء الخميس الماضي في سياق الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح اليمين للرئاسة، والتي خرج منها آلان جوبي معززا حظوظه، حسب استطلاعين للرأي. وتابع أكثر من 5 ملايين مشاهد المناظرة التي تصدرت كل وسائل الإعلام المرئية من حيث حجم المتابعة، وقد وصل العدد إلى ذروة قدرها 6.5 ملايين مشاهد. وإن كان المرشحون السبعة المتنافسون لتمثيل اليمين في الانتخابات الرئاسية، وبينهم امراة واحدة، سعوا لإبراز التباينات فيما بينهم، إلا أنهم أجمعوا على موقف واحد ضد تصريحات هولاند الأخيرة وصولا إلى التشكيك حتى في "إرادة" الرئيس الترشح لولاية ثانية، حيث قال المنافس الأبرز للمرشح الأوفر حظا لليمين الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، مستشهدا بأوصاف أطلقها هولاند على فئات من الفرنسيين، "الفقراء، فاقدوا الأسنان، والرياضيون عديمو الدماغ، والقضاة جبناء والمحجبات الفرنسيات وعلاقات فرنسا بالدول وموقفها من النزاعات الدولية"، "أتساءل إلى أين سيمضي فرانسوا هولاند في تلطيخ المنصب الرئاسي وتدميره". من جهته رأى آلان جوبيه خلال المناظرة أن الرئيس "أخل بشكل خطير بواجبات منصبه وأثبت مرة جديدة أنه ليس بمستوى مهامه". وتفاجأ الرأي العام الفرنسي بمضمون الكتاب الذي صدر يوم الخميس المنقضي بتوقيع الصحفيين جيرار دافي وفابريس لوم، حيث انفرد المؤلف المثير للجدل بسرد حوار نادر ومثير جمع رئيسي فرنسا وروسيا، إلى جانب سلسلة حوارات أجرياها مع فرانسوا هولاند، وذكرا فيه أن بوتين انتقد تعامل باريس مع الأزمة في ماليوسوريا وفق منظور يخدم الفرنسيين ويقصي كل نظرة مخالفة لرؤية الإليزيه. واستشهد هولاند برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، للدفاع عن نظرته للوضع المتأزم في سوريا وانتشار الجماعات المتطرفة الموالية لتنظيم داعش، مبرزًا في معرض محادثات ساخنة مع الرئيس بوتين أن التوصيفات الخاصة بالفاعلين في المشهد السوري ليست ثابتة سواء بالنسبة لمكونات المعارضة أو النظام الذي يمثله حاليا بشار الأسد. وأضاف هولاند "ما كنّا نعتبره خلال حرب الجزائر "إرهابيين"، التسمية التي كانت تطلقها فرنسا الاستعمارية على مجاهدي جيش التحرير الوطني إبان الثورة التحريرية، أصبحوا اليوم يمثلون رموزا تاريخية للشعب الجزائري وها أنا أتحادث اليوم مع رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة. ورد الرئيس الروسي على خصمه، بأنه كان عليكم كفرنسيين أن تعترفوا بالدول، وقد كان تدخلكم في مالي من هذا المنطلق وكان عليكم أن تفعلوا الشيء نفسه في سوريا حيث يمثل بشار الأسد الدولة لأن المعارضة المسلحة غير شرعية وهي تقوم بأعمال إرهابية.