لم نعرض المبادرة على حمس لأنها لم تتجاوب مع مسعانا
يواصل القيادي في حركة النهضة و"سفير" مباردة إحياء التحالف الإسلامي، فاتح ربيعي، مشاوراته مع الأحزاب الإسلامية، حيث التقى وفدا من جبهة التغيير لبحث إمكانية الانضمام لمبادرة حركة النهضة، مضيفا أن غياب الإرادة السياسية لدى الأحزاب التي هو بصدد إجراء مشاورات معها من اجل تشكيل تحالف إسلامي هو ما قد يعرقل نجاح هذه المبادرة، في إشارة إلى حركة حمس التي لم تبد تجاوبا مع المسعى وأحالته على قواعدها. وأظهر ربيعي تفاؤلا بمصير المشاورات التي يقوم بها مع عدد من الأحزاب ذات التوجه الإسلامي، رغم اعترافه الضمني بوجود عراقيل تحفظ عن كشفها بشكل صريح، لكنه أشار إلى أن المبادرة اصطدمت بالصراع التقليدي داخل الأحزاب الإسلامية وهو صراع الزعامة الذي أحبط في أكثر من مرة التحالفات الإسلامية، مشيرا، في لقاء على هامش جلسة المصادقة على قانون المالية بالمجلس الشعبي الوطني، إلى أن نجاح المشاورات التي يقوم بها مع الأحزاب الإسلامية مرهون بالإرادة السياسية للتشكيلات محل المشاورات. ولمح إلى غياب هذه الإرادة لدى بعض الأطراف لم يذكرها، لكن يفهم من كلامه أن الحزب المعني هو حركة حمس التي لم تبد تجاوبا مع هذا المسعى، في ظل الخلافات الباردة بينها وبين حركة النهضة، وما يعزز هذه الشكوك هو موقف رئيس الحركة عبد الرزاق مقري الذي رمى بقرار الفصل بشأن هذا التحالف إلى القاعدة دون اتخاذ قرار على مستوى القيادة، ما يؤكد عدم وجود نية لحمس في انصهارها مع حركة النهضة، حيث أوضح ربيعي في السياق أنه لم يقدم المبادرة لحركة حمس بعد، لعدم تجاوبها أصلا مع هذا الطرح ولم تتواصل معه، على خلاف باقي الأحزاب. وأضاف ربيعي أن المشاورات التي يقودها شملت عدة أحزاب ذات التوجه الإسلامي، أهمها جبهة العدالة والتنمية والإصلاح الوطني والبناء الوطني، مؤكدا وجود تجاوب مبدئي من مختلف التشكيلات التي طرح عليها الفكرة وفي مقدمتها جبهة العدالة والتنمية، رغم العراقيل التي يطرحها قانون الانتخابات والتي لم تسمح ببلورة شكل التعاون الذي سيكون بين مختلف التشكيلات السياسية. وكشف أن النهضة وجبهة العدالة والتنمية تريدان الذهاب في تكتلهما إلى تحالف استراتيجي، والذي يبقى نجاحه مربوطا بتجاوز التحديات القانونية والمشاكل التي أفشلت سابقا أي محاولة للعمل المشترك بينهما. وكشف ربيعي أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة تقييم لهذه المشاورات قبل انعقاد دورة مجلس الشورى في الأيام القادمة وذلك لتحديد الإسراتيجية المنتهجة من أجل تجسيد هذا المسعى، وعلى ضوء التقييم سيتم فتح اتصالات أخرى من أجل بلورة الرؤى وتحديد خطة العمل، لكن فاتح ربيعي أظهر عدم تفاؤل بشأن تحقيق تحالف استرتيجي ثقيل من شأنه تعزيز موقع المعارضة الإسلامية على شاكلة التكتل الأخضر، خاصة في ظل وجود حركة حمس خارج هذا الهيكل. وفي سؤال عن إمكانية أن يشكل تحالف أحزاب إسلامية شقاقا جديدا في ظهر التيار الإسلامي، أكد ربيعي أنه لا يتوقع أن يكون هذا التحالف جبهة إسلامية موازية لحركة حمس، موضحا أن الهدف منه لم شمل الأحزاب الإسلامية، في محاولة جديدة لرص صفوف هذه العائلة السياسية من أجل دخولها الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها شهر أبريل المقبل بقوائم موحدة، وتوسيعها بعد ذلك إلى تحالف سياسي بارز. وفي السياق نفسه، التقى فاتح ربيعي، أمس، وفدا من جبهة التغيير التي أبدت تجاوبا مع مسعى "إعادة لم شمل الأحزاب الإسلامية المنقسمة".