أكد الجيش الوطني الشعبي في العدد الأخير من مجلة "الجيش" على أنه "لا شيء يعلو, في ظل الظروف الدولية و الإقليمية الراهنة, على تأمين حاضر الجزائر وضمان مستقبلها في كنف الاستقرار والسكينة". وجاء في افتتاحية مجلة "الجيش" في عددها الخاص بشهر جانفي أن الجيش الوطني الشعبي "يدرك تمام الإدراك أن لا شيء يعلو في ظل الظروف الدولية و الإقليمية الراهنة على تأمين حاضر الجزائر وضمان مستقبلها في كنف الاستقرار والسكينة", مبرزا يقينه"الراسخ" بأن هذا الهدف سيتأتى "بفضل أبنائها المخلصين الذين يتسلحون (...) بتصميم قوي وإرادة راسخة لا تقهر". كما يمر تحقيق هذا الهدف أيضا عبر إدراك الجزائريين ل"حجم التضحيات الجسام التي قدمها الأسلاف الميامين, متحدين كل الصعاب مهما عظمت, تدفعهم تلك اللحمة القوية وروح التضامن الكامنة بين الجيش الوطني الشعبي وعمقه الشعبي والتي ما فتئت تتعزز عبر السنين", تضيف مجلة الجيش. وفي هذا الإطار, ذكرت المجلة بما كان قد قاله الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني, رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الذي أكد أنه "لا مكان (في هذا العالم) إلا للأقوياء و الجزائر لا يمكن لها بأي حال من الأحوال إلا أن تكون, رغم أنف أعدائها, قوية بجيشها و قدراتها الذاتية". ففي هذا المسعى "وفرت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي كل أسباب نجاح المسار التطويري لقواتنا المسلحة و أمدتها بموجبات التحديث والعصرنة على نحو أتاح لها اكتساب عوامل ترقية الجانب العملياتي والقتالي لقوام المعركة", تؤكد المؤسسة العسكرية عبر مجلة "الجيش". كما ركزت الافتتاحية على "الرؤية السديدة و بعيدة النظر" التي يعمل وفقها الجيش الوطني الشعبي الذي "يحذوه صدق الولاء للجزائر وإخلاص النية للوطن وجعله فوق كل اعتبار", مؤكدة على أنه "تأكد مع مرور الأيام" أن الإجراءات الاستباقية المتخذة خلال السنوات الأخيرة بهدف تأمين كافة الحدود لمواجهة أي طارئ "كفيلة بأن تدحض كل المؤامرات و التهديدات مهما كانت طبيعتها و أي كان مصدرها". وتأتي هذه النظرة "المتبصرة" لتدعم قراءة القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي "الدقيقة والصحيحة لخلفيات وأبعاد الأحداث الدائرة رحاها في العالم وفي منطقتنا تحديدا وتقديرا لحساسية مهام جيشنا (...) في التصدي الصارم والحازم لأي خطر قد يهدد أمن و سلامة بلادنا", يتابع المصدر ذاته. وفي هذا المنحى, أكدت مجلة الجيش في افتتاحيتها على أنه "تبين اليوم أكثر من أي وقت مضى أن التحديات الراهنة تقتضي أن يتحلى الجميع بأقصى درجات اليقظة والحيطة لإجهاض وإفضال المخططات الغادرة اليائسة". ومن شأن ذلك, تضيف الافتتاحية, تمكين الجزائر من البقاء "كما كانت دوما, عصية على أعدائها المتربصين, جزائر قوية وشامخة, متمسكة بمرجعيتنا الوطنية". وعادت المجلة للتذكير بالمجهودات "المضنية" التي بذلها الجيش الوطني الشعبي خلال السنة المنصرمة في ظل عدم الاستقرار الذي تمر به المنطقة "متسلحا في كل ذلك بعوامل القوة التي اكتسبها في السنوات الأخيرة, تحت قيادؤة رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, وزير الدفاع الوطني عبد العزيز بوتفليقة". كما خلصت إلى التأكيد على أن الجيش الوطني الشعبي "سيستمر, بحلول السنة الجديدة, على النهج نفسه" في سياق تنفيذ مهامه الجليلة في كل الظروف, "مستعدا للتضحية بالأرواح اقتداء بالأسلاف وجعل أجساد أفراده سدا منيعا ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الجزائر و استقرارها".