اتهم وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، الطيب لوح، جهات بمحاولة الاستثمار سياسيا في القضايا الاجتماعية للشباب ووجه انتقادات شديدة اللهجة للمنتخبين والمسؤولين المحليين الذين لم يتجندوا بالشكل اللازم لإنجاح تصور الحكومة واستراتيجيتها في مجال التشغيل·وطالب لوح أمس، خلال رده على سؤال شفوي بخصوص عدم نجاعة سياسة التشغيل ودخول عوامل الوساطة والرشوة والمحاباة فيها، نواب البرلمان بالنزول إلى البلديات البعيدة والاستماع للشباب بدل ''التجوال في مقرات الولايات''· وخاطبهم بالقول ''الإستراتيجية موجودة على المستوى الوطني، لكن ما الذي يقدم على المستوى المحلي، فليس الوزير من ينزل يوميا ليستمع لشكاوى طالبي الشغل في أبعد البلديات''، مضيفا: ''الشباب يحتاج إلى استقبال لائق·· رافقوه محليا واستقبلوه واستمعوا لانشغالاته، خاصة وأن التصور العام موجود، ولكن عليكم محليا وإداريا تطبيق تصور الحكومة''·وأكد لوح أن الرئيس بوتفليقة اتخذ ما عليه من قرارات بدعم المواد الأساسية حين وقع خلل في القدرة الشرائية للمواطن، متهما بعض الجهات بمحاولة الاستثمار في القضايا الاجتماعية سياسيا، وعرج الوزير على الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها الجزائر مؤخرا واعتبرها نتيجة سوء ترجمة سياسات التشغيل على المستوى المحلي، نافيا أن تكون للاحتجاجات الأخيرة صبغة سياسية، مشيرا مقابل ذلك إلى وجود أطراف رفض ذكرها أرادت الاستثمار سياسيا في تلك القضايا الاجتماعية·كما كشف الوزير عن الشروع في صياغة مخطط جديد يتضمن تدابير وإجراءات اجتماعية واقتصادية لدعم سياسة التشغيل، مؤكدا أن خلق مناصب عمل هو من اختصاص المؤسسات الاقتصادية· في حين أن الدولة تولت مهامها فيما يخص وضع الآليات للتشغيل، عن طريق ''أنساج'' والصندوق الوطني للتأمين على البطالة وكذا العمل المأجور، وغيرها بغرض تكوين هؤلاء الشباب وإدماجهم في سوق العمل، مضيفا أن مشاكل الشباب لا تقتصر على البطالة فقط، بل أيضا في انعدام وسائل الترفيه، مشددا على أهمية إيجاد برامج خاصة ترمي إلى فتح فضاءات للترفيه على مستوى الولايات تكون موجهة لفائدة الشباب والعائلات، بالإضافة إلى ضرورة التحكم في القدرة الشرائية، وتسقيف أسعار المواد الأساسية، وكذا فتح فضاءات الحوار والنقاش أمام الرأي والرأي المخالف على مستوى التلفزيون·وبلغة الأرقام، قال لوح في رده على سؤال شفوي في جلسة علنية للمجلس الشعبي الوطني، إنه تم خلال سنة 2010 توظيف 917,530 شاب من بينهم 000,130 حائز على شهادة جامعية، مضيفا أن سوق العمل يستقبل سنويا 000,120 حاملي الشهادات، مضيفا أن التركيبة الديمغرافية تحتوي على 72 بالمائة من طالبي الشغل يبلغ أعمارهم أقل من 30 سنة· وعن نسبة البطالة، قال الوزير إن نسبة البطالة انخفضت إلى 10 بالمائة، مضيفا أن صندوق النقد الدولي توقع انخفاض نسبة البطالة بالجزائر تحت سقف 10 بالمائة سنة .2011