يبدو أن القبضة الحديدية التي تمارسها الجهات الأمنية حول التصدي للطائفة الأحمدية التي عرفت انتشارا في الآونة الأخيرة لم ترض بعض الأطراف. فحسب تقرير للمنظمة غير الدولية "د اش أس أف " لحقوق الإنسان بلا حدود، فإن الجزائر متهمة بقمع حرية الأقليات الدينية، وذلك بعد حملة التوقيفات التي باشرتها المصالح الأمنية لأعضاء من الطائفة الأحمدية في الأشهر الأخيرة. ونسف التقرير سمومه على الجزائر مقدما دعمه للطائفة الأحمدية، "معتبرا إياها حركة إصلاحية نابعة من الإسلام" وكأجندة تقدمية فإن عناصر هذه الطائفة تعرضوا لاضطهاد شديد من طرف السلطات الجزائرية. وأشارت المنظمة إلى "أن الجزائر أمضت و صادقت على المعاهدة الدولية للحقوق المدنية والدينية والمتعلقة أساسا بحرية المعتقد والرأي وحرية التعبير، ولكن ما تمارسه على الطائفة الأحمدية عكس ذلك". وعاد التقرير إلى تصريح وزير الشؤون الدينية و الأوقاف محمد عيسى الذي أكد أن السلطات الجزائرية لن تتهاون في إحباط أتباع الطائفة الأحمدية. كما بنى التقرير معطياته على قضايا عالجتها مصالح الأمن والمتعلقة بتفكيك عناصر الأمن الخارجي لبلدية صالح بوشعور بسكيكدة شبكة تتكون من 20 شخصا تتراوح أعمارهم بين 20 و60 سنة ينتمون للطائفة "الأحمدية"، التي تتبنى أفكارا ومعتقدات منافية للدين الإسلامي وتؤمن بأن مؤسسها "أحمد القادياني" نبي آخر بعث بعد خاتم الأنباء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذكر التقرير عملية توقيف أحد المتورطين في فيلا لأعضاء الجماعة. كما اعتمد التقرير على إحصايات مصالح الأمن المتعلقة بمحاربة الطائفية والتي قدمت مؤخرا أرقاما عن ارتفاع حجم الظاهرة بعد أن أدانت محكمة دائرة تلاغ، جنوب ولاية سيدي بلعباس، زعيم الطائفة الأحمدية بالولاية وشريكه الذي يعمل فلاحا، بالسجن 3 سنوات نافذة وغرامة مالية قدرها 5 ملايين سنتيم، مع منعهما من الإقامة بتراب الولاية لمدة 5 سنوات، بعدما وجهت إليهما تهمة الإساءة إلى الرسول الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم- والمساس بالمعلوم من الدين بالضرورة. واستند التقرير أيضا إلى قضية تفكيك شبكة تنتمي للطائفة الدينية الأحمدية بالبليدة ، و توقيف 9 أشخاص بتهمة المساس بالأمن والسلم الاجتماعي، بعد أن اعترف عناصر الشبكة بعزمهم على فتح مركز دعوي من أجل الدعوة إلى عقيدتهم التي ينتمي إليها حوالي 1000 شخص في البلاد، وكذا توقيف عناصر أمن دائرة بني صاف بأمن ولاية عين تموشنت، ستة أشخاص ينتمون للطائفة الأحمدية.