بعد الضربة الصاروخية الأميركية لقاعدة جوية في سوريا، تساءل كثيرون: هل تكون كوريا الشمالية الهدف التالي للرئيس دونالد ترامب؟ المؤشرات العسكرية والسياسية الأميركية تشي بذلك وإن بصورة أقل حدة، إذ حركت الولاياتالمتحدة، الأحد، مجموعة هجومية إلى شبة الجزيرة الكورية من بينها حاملة طائرات لمواجهة التهديدات الكورية الشمالية. وخلال الأسابيع الأخيرة، صرح مسؤولون أميركيون أن الخيار العسكري بات مطروحا للتعامل مع الخطر الكوري الشمالي، وقال ترامب نفسه إن أميركا قد تتصرف منفردة حيال الشماليين إذا لم تحل بكين "المشكلة". غير أن بعض المحللين يبرزون تداعيات خطيرة قد تنجم عن ضرب كوريا الشمالية، خاصة مع احتمال رد انتقامي مدمر من جانب الشماليين، الأمر الذي يقلل احتمال اللجوء إلى الضربات العسكرية. وأثار تنامي القدرات الصاروخية لكوريا الشمالية مخاوف الأميركيين وحلفائهم في المنطقة لاسيما اليابانوكوريا الجنوبية، وتحدث مسؤولون أميركيون عن احتمال تصنيع الكوريين صاروخا نوويا يصل إلى الساحل الغربي الأميركي مع نهاية ولاية ترامب الأولى. خيارات صعبة وقدم مجلس الأمن القومي الأميركي خيارين لترامب للتعامل مع تهديد الشماليين، وفق ما نقلت شبكة "أن بي سي" الأميركية عن مسؤولين كبار في الاستخبارات والجيش الأسبوع الماضي. وتشمل الخيارات نشر أسلحة نووية في كوريا الجنوبية الجارة اللدود للشماليين بعد 25 عاما على إخراجها منها، فضلا عن مخطط يرمي لاغتيال القادة الشماليين بمن فيهم كيم جونغ أون، لكن خبراء يرون صعوبة في هذا الخيار كونه قد يؤدي إلى ردة فعل سلبية من جانب الصين. وتحدث مسؤولون آخرون عن احتمال تشديد الحصار البحري على كوريا الشمالية. وفي تقرير لها عام 2016، ذكرت مجموعة سترافورد الأميركية إن الولاياتالمتحدة من الممكن أن تقصف كوريا الشمالية ب 600 صاروخ كروز وقنابل ذكية في الضربة الأولى عبر القاذفات الاستراتيجية والغواصات. لكن المشكلة حسب المجموعة أن كوريا لديها منصات متحركة تستطيع إطلاق الصواريخ نووية يمكن إخفائها، ويحمل هذا الخيار ردا قويا من كوريا الشمالية قد يؤدي إلى خسائر بشرية لا يمكن تصورها خاصة في الجارة الجنوبية. الخيار الأسهل.. الصين ولمح ترامب إلى أن الخيار الأول لديه حيال الخطر الكوري الشمالي وهو الصين، وقال في مقابلة الأسبوع الماضي إنه إذا لم تحل الصين "مشكلة" بيونغيانغ فإن الولاياتالمتحدة ستقوم بذلك. وتعد الصين الحليف الأبرز لكوريا الشمالية، وتقدم لها الحصة الأكبر من الغذاء والطاقة، وأعلنت بكين هذا العام أن وقف تصدير الفحم إلى كوريا الشمالية تطبيقا للعقوبات التي تفرضها الأممالمتحدة، لإقناع هذا البلد بالتخلي عن برامجه النووية والباستية. لكن التحرك الصيني مازال بطيئا،وفقا للأميركيين، ولن تتحرك بكين إلا إذا خضعت الصين لعقوبات مماثلة لتلك التي فرضت على إيران بسبب برنامجها النووي، بحسب خبراء أميركيين. وقال مسؤول سابق إن ترامب يجب أن يطلق العنان للعقوبات الاقتصادية على الهيئات الصينية، وفق ما أوردت قناة "سي إن إن".