يتواصل إضراب عمال شبه الطبي في مختلف المراكز الاستشفائية، الذي يدخل أسبوعه الثاني دون إيجاد حلول تلوح في الأفق، بعد أن رفض المئات من الممرضين الالتحاق بمناصبهم، ''البلاد'' زارت أمس عددا من مستشفيات العاصمة ووقفت على حجم المعاناة التي يواجهها المرضى نتيجة إضراب الممرضين. وتتهم وزارة الصحة عمال شبه الطبي بعرقلة الخدمات الصحية داخل المستشفيات، بينما يتهم المضربون الوزارة الوصية بممارسة ''سياسة الصمت'' تجاه مطالبهم ''المشروعة''. وبينما تتأزم وضعية المستشفيات وواقع الصحة في الجزائر من سيئ إلى أسوأ، مستشفيات يقول عنها الأطباء والممرضون إنها أصبحت أشبه بالمحتشدات، ويقول عنها المرضى إنها تحولت إلى ناقل للأمراض وليس وسيلة للعلاج. سجلنا أمس بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، شللا تاما في أغلب قاعات العلاج، عدا الحد الأدنى من الخدمات الواجب توفيرها في مثل هذه الحالات، وهذا احتجاجا على تأخر صدور القانون الأساسي والتصنيف في الرتبة 11 وإعادة إدماج الإطارات النقابية الموقوفة عن العمل. وأدى هذا الاضطراب في عمل قاعات العلاج إلى تأجيل العمليات الجراحية المبرمجة، لا سيما المئات من مرضى حصى المرارة الذين وجدوا أنفسهم أمام تأجيل اضطراري وهم الذين انتظروا أدوارهم منذ مدة طويلة. والأمر نفسه بالنسبة للعمليات الجراحية الأخرى المبرمجة، خاصة بالنسبة لطب الأطفال، خاصة أن هناك من كان ينتظر إجراء العملية منذ مدة، إلا أن إضراب عمال شبه الطبي أجل العديد من هذه العمليات، حسب ما أكده ذووهم الذين التقيناهم أمس في المستشفى. ويبقى المواطن البسيط ذو الدخل المحدود الضحية الوحيدة لهذه الإضرابات، غير مبالين بصحة المواطن المرهونة بقيامهم بواجباتهم تجاه المرضى في المستشفيات، وكذا غياب الضمير الإنساني لدى البعض منهم. وفي جولة استطلاعية قمنا بها لمركز ''بيار وماري كوري''، سمحت لنا بالوقوف على معاناة هذه الفئة، حيث سجلنا طوابير طويلة لا نهاية لها، زادت حدتها مع إضراب شبه الطبيين، مما تسبب في مناوشات كلامية تعبيرا عن رفضهم هذا الإضراب الذي كانوا أول المتضررين منه، إذ أكد أحدهم أنه منذ الساعات الأولى وهو في انتظار إجراء التحاليل، إلا أنه لم يجرها، ويضيف أن الأمر يتطلب منه الصيام وأنه لم يتناول شيئا حوالي 12 ساعة للقيام بالتحاليل، إلا أن الإضراب حال دون ذلك. كما عرفت مصلحة الاستعجالات هي الأخرى، شللا شبه تام وطوابير طويلة، نتيجة إضراب عمال شبه الطبي، حيث تجمع المضربون أمام مصلحة الاستعجالات وسط غضب كبير للمرضى وذويهم الذين يطالبون بتقديم العلاج، وتحسين الخدمات المقدمة لذوي الحالات الاستعجالية، مؤكدين أنهم الأكثر تضررا من صمت الوزارة الوصية تجاه مطالب المضربين و''تعنت'' عمال شبه الطبي في مواصلة الإضراب.