زلزل فوز "ايمانويل ماكرون" بمنصب الرئيس الجديد لفرنسا خلال الانتخابات الرئاسية سعر الصرف في السوق السوداء، حيث ارتفع سعر الاورو ب 0.2 في المئة، حيث بلغ سعره في حدود 19.10 ألف دج مقابل ورقة 100اورو. في حين بلغ سعر الدولار الأمريكي 17.80 ألف دج مقابل ورقة 100 دولار. ووجد الجزائريون المقبلون على اداء مناسك العمرة في رمضان انفسهم مجبرين على شراء سعر الدوفيز بأسعار خيالية، حيث لم يجدوا مكانا آخر لجمع كمية مقبولة من العملة الصعبة سوى السوق الموازية التي استنزفت جيوبهم، في ظل تحكم الباعة الفوضويين ببورصة البيع والشراء وتحججهم في كل مرة بالتقلبات الاقتصادية والسياسية العالمية لرفع الاسعار. وسجلت العملة الأوروبية الموحدة للاتحاد الاوروبي، ارتفاعا بنسبة 0.2 في المئة مقابل الدولار الأمريكي. وحسب ما لاحظته "البلاد" امس في السوق السوداء ببور سعيد أو السكوار، فقد قفز سعر اليورو إلى اعلى مستوياته، حيث بلغ سعره 19.10 الف دج مقابل ورقة 100 دج، في الوقت الذي بلغ سعره خلال الاسابيع الماضية 18.80 دج. ويعرف سوق العملة الصعبة تذبذبا في الأسعار، حيث لم تستقر عند مستوى معين منذ مدة طويلة، الأمر الذي كبّد هذا خسائر فادحة لتجار الصرف والمستوردين وقاصدي السياحة العلاجية الذين يقتنون مبالغ كبيرة من الأسواق الموازية بأسعار مرتفعة، مما يجعلهم يخسرون مبالغ كبيرة في ظرف أقل من 24 ساعة أحيانا. في سياق متصل، وجد الجزائيون الراغبون في الذهاب إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة في رمضان، أنفسهم في حيرة من أمرهم بعد ارتفاع سعر الدوفيز لأعلى مستوياته، خاصة وأنه لا يفصلنا عن شهر رمضان سوى أسابيع معدودة الامر الذي جعلهم يشكون ويطالبون بإنجاز مكاتب صرف تحمي الدينار من السقوط في كل مرة امام العملات الاجنبية. من جهة اخرى اعتبر العديد من المستثمرين أن فوز ماكرون كان متوقعا، لا سيما وأن الرئيس الجديد لفرنسا اقتصادي ليبرالي ومصرفي سابق في مجال الاستثمار. وبارتفاع سعر الاورو ارتفعت معنويات المستثمرين بمنطقة اليورو إلى أعلى مستوياتها خلال عشر سنوات لتفوق التوقعات، بفضل التقييم القوي للوضع الاقتصادي الحالي وتوقعات بانحسار الضبابية السياسية. وحسب مجموعة سنتكس للبحوث التي مقرها فرانكفورت، فإن مؤشرها لمنطقة اليورو ارتفع إلى 27.4 نقطة، وهو أعلى مستوياته منذ جويلية 2007، من 23.9 نقطة في افريل. وذكرت سنتكس في بيان "يتوقع المستثمرون بوضوح انخفاضا في الضبابية السياسية في منطقة اليورو"، مضيفة أن المستثمرين تبنوا نظرة أكثر تفاؤلا قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت امس الاول. وقالت سنتكس إن المؤشر الفرعي الذي يقيس الوضع الحالي في منطقة اليوروزاد إلى 34.5 نقطة في ماي من 28.8 ليبلغ أعلى مستوياته منذ جانفي 2008. وزاد مؤشر لتوقعات منطقة اليورو إلى 20.5 نقطة من 19.3 نقطة في افريل، ليبلغ أعلى مستوياته منذ اوت 2015. وفي المقابل هبط مؤشر خاص بالولايات المتحدة، في الوقت الذي يتراجع فيه اهتمام المستثمرين بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وامام هذه المؤشرات الاقتصادية التي يمر بها العالم لا يزال سعر الدينار يراوح مكانه ويسقط امام اسعار الصرف الاجنبية في كل مرة في ظل التضخم وتآكل العملة واضطرار الحكومة للاستنجاد بالاحتياطات الضخمة من العملة الصعبة التي تملكها الجزائر لاستيراد المواد الاستهلاكية من الخارج، وهو ما سيؤدي في الأخير إلى تراجع المخزون الاحتياطي وانخفاض في سعر الدينار، لا سيما وأن الاقتصاد الجزائري غير مبني على أسس متينة غير خاضعة لتقلبات السوق نسبيا واتكالها على الريع البترولي الذي يعرف هو الآخر تذبذب في اسعاره في كل مرة ما يفتح مخاوف مستقبلية جديدة في كيفية التعامل مع السوق. ومن جهة أخرى اصدر البنك المركزي الأوربي ورقة نقدية جديدة من فئة 50 أورو في الأسواق في 10 بلدان في المنطقة الأوروبية في البداية وتم طبع أكثر من 6,5 مليار ورقة نقدية جديدة من فئة 50 أورو. وستقوم الورقة النقدية الجديدة بتعويض الورقة الحالية المستخدمة بكثرة في بدان الاتحاد الأوروبي التي تتعامل بعملة الأورو، حيث تم في وقت سابق تجديد الأوراق من الفئات 5، 10، 20 أورو دون تجديد ورقة ال50 أورو، لهذا عمل المركزي الأوروبي على تجديدها أيضا. وعملية الإصدار الجديدة هذه تأتي بغرض تصعيب مهمة مزوري العملات على نسخ الأوراق النقدية الخاصة بعملة الأورو من خلال إضافة معايير وقدرات جديدة على الورقة بشكل يصعب تقليدها، بعدما كانت الورقة السابقة من فئة 50 أورو هي الأكثر عرضة للتزوير خلال سنتي 2014 و2015.