دعت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، السلطات العليا في البلاد إلى إنشاء مجلس تأسيسي في أقرب وقت يكون بديلا عن البرلمان الذي جددت الدعوة إلى حله. وقالت حنون في سياق توصيفها خروج الجزائر من ''النفق'' على حد تعبيرها، إن هناك طريقتين لذلك: الأولى الاستجابة للمطالب المرفوعة المتعلقة بفتح مجال الحريات السياسية كاملا، وثانيا رفع حالة الطوارئ. محذرة بالمقابل من ''انتكاسة'' أخرى ستحل بالبلاد وتؤدي بالسلطة إلى التراجع عن القرارات السيادية ومكتسباتها والعودة إلى الفوضى والتخلاط، حسب تعبيرها. وأضافت زعيمة حزب العمال أن الجزائر اليوم تمرّ بمرحلة فاصلة، ومهمة الجميع تتطلب تقوية العلاقات والتنسيق وإيلاء الشباب أولوية غير مسبوقة لمساعدتهم على تبليغ انشغالاتهم وأصواتهم إلى الولاة والحكومة والسلطة. كما جددت حنون دعوتها إلى إنشاء مجلس تأسيسي بديل عن المجلس الشعبي الوطني، فشددت على ضرورة العمل لأن يكون ''سيّدا'' من أجل تكريس الملكية الجماعية، إضافة إلى وضع مؤسسات ديمقراطية، مشيرة إلى أن ''رئيس الجمهورية لا يمكنه مراقبة الفساد بنفسه رغم وجود الجهاز المكلف بهذه المهمة الذي تم تنصيبه مؤخرا''. وفي ردّها على رئيس حزب التجمع الوطني من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي، خلال تدخله على قناة ''بربر تي.في'' التي تُبث من فرنسا، مساء أمس، انتقدت حنون بشدة ''ما جاء على لسان سعدي''، وقالت ''هو لا يملك الحجة السياسية وما صرّح به يعتبر شتما لأنه لم يُجب عن سؤال مقدم الحصة بطريقة سياسية''. ووصفت غريمها بأنه ''بهلوان سياسي''، لا سيما عندما أعلن أن رئيس بلدية بوخضرة بولاية تبسة هو منتخب عن حزب العمال وكان السبب في إقدام الشاب محسن بوطرفيف على حرق نفسه، مستغلة بذلك الفرصة لتنفي صحة ذلك، وكشفت أنها ستردّ على ما قاله سعدي عبر القناة نفسها اليوم أو بعد غد. من جهة أخرى، ذكرت حنون أن ''التنسيقية الوطنية لمنظمة الشباب من أجل الثورة المنضوية تحت لواء الحزب، ستراسل رئيس الجمهورية لرفع مجموعة من المطالب والانشغالات، التي تمخضت عن أشغال الدورة العادية للمنظمة المنعقدة نهاية الأسبوع بزرالدة، وذلك بعد الاستماع إلى تقارير المنسقين الولائيين''. وأوضحت المتحدثة في ختام أشغال الدورة العادية لتنسيقية منظمة الشباب من أجل الثورة، أن النقاشات والتقارير التي أعدّها الشباب المشاركون في الدورة قد ''فاجأت الجميع''، مشيرة إلى أنها ''بينت أن الشباب الجزائري يتحلى بوعي سياسي كبير، بعيدا كل البعد عن الانسياق وراء المنادين بالتخلاط في البلاد''، داعية السلطات العليا ''إلى ضرورة الثقة في شباب الجزائر وطاقاتهم الهائلة التي تتفجر لتأسيس الديمقراطية وانتزاع الحقوق وإرساء السلم الحقيقي والدائم والإبداع والمساهمة في تنمية البلاد وإعمارها وليس هدمها''.