حذرت الأممالمتحدة من تصادم محتمل بين القوى العسكرية المتدخلة في سوريا بعد التوتر الأميركي الروسي جراء إسقاط التحالف الدولي مقاتلة سورية، وإطلاق إيران صواريخ بالستية على مواقع مفترضة لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة دير الزور السورية. فقد قال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفن دوجاريك أمس في نيويورك إن هذه الحوادث تزيد من قلق المنظمة الأممية العميق إزاء احتمال وقوع "خطأ في الحسابات وتصعيد النزاع في سوريا". وأضاف أن "هذا الخطر يزيد عندما لا يتم توحيد الجهود لقتال تنظيم الدولة وغيره من المنظمات الإرهابية المدرجة (في اللوائح الأممية) من أجل التوصل لحل سياسي شامل للنزاع السوري". وتأتي هذه التصريحات بعد تعليق روسيا مذكرة التفاهم مع الولاياتالمتحدة لتجنب حوادث جوية في الأجواء السورية ردا على إسقاط طائرة "سوخوي 222" الحربية السورية، وبعد الضربات الصاروخية الإيرانية الأولى من نوعها في سوريا. تجنب التصادم وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف دايفس أمس الاثنين إن قوات التحالف الدولي لا تسعى للتصادم مع أي طرف في سوريا سوى تنظيم الدولة، ولكنها لن تترد في الدفاع عن النفس أو عن الحلفاء في حال تعرضهم للتهديد. ويأتي هذا الموقف الأميركي بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية وقف العمل بمذكرة التفاهم الموقعة مع واشنطن بشأن تجنب وقوع حوادث جوية فوق سوريا إثر إسقاط قوات التحالف الدولي طائرة تابعة للنظام السوري في ريف الرقة. وحذر بيان باسم وزارة الدفاع الروسية من أن الدفاعات الروسية ستتعامل مع أي جسم طائر غربي نهر الفرات بمثابة هدف مشروع. وطالب البيان الروسي القيادة العسكرية الأميركية بإجراء تحقيق في هذا الحادث، وتزويد الجانب الروسي بنتائجه والإجراءات المتخذة في أعقابه. وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن إسقاط الطيران الأميركي لطائرة تابعة لسلاح الجو السوري في أجواء سوريا انتهاك صارخ لسيادة الدولة السورية، مشيرة إلى تصرفات أميركا حيال القوات المسلحة السورية يمكن اعتبارها عدوانا عسكريا. ولاحقا قال قائد هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد إن واشنطن تسعى لإعادة العمل بالاتفاق. وكانت وزارة الدفاع الأميركية قالت إن الطائرة الحربية السورية ألقت قنابل قرب مواقع لقوات سوريا الديمقراطية جنوب مدينة الطبقة، فردت عليها طائرات حربية أميركية وأسقطتها.