تعكر صفو العلاقات الروسية الأمريكية أمس على خلفية إقدام طائرات حربية أمريكية على إسقاط مقاتلة سورية في محافظة الرقة ضمن قبضة قد تعيد النظر في كثير من القضايا العسكرية في منطقة الشرق الأوسط. وفي أول رد فعل على ما أقدمت عليه الطائرات الحربية الأمريكية قررت السلطات الروسية وقف العمل ببنود مذكرة التعاون الموقع بينها وبين الادارة الأمريكية الخاصة بتفادي وقوع أي اصطدام بين طائراتها الحربية في المجال الجوي السوري. وأكدت وزارة الدفاع الروسية في سياق هذا التصعيد، إيقاف كل تنسيق بينها وبين البنتاغون الأمريكي وإلغاء قناة التواصل بينهما لمنع اصطدام طائرات الجانبين في الأجواء السورية. وذهب الجيش الروسي إلى أبعد من ذلك عندما قرر وضع طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في كل الأجزاء الواقعة الى الغرب من نهر دجلة كأهداف يتم ملاحقتها من طرف الدفاعات الجوية الروسية. وشددت موسكو لهجتها تجاه الولاياتالمتحدة بعد أن أقدمت إحدى الطائرات الأمريكية ليلة الأحد إلى الاثنين على إسقاط طائرة حربية سورية بدعوى أنها قامت بعمليات قصف لمواقع حلفائها في سوريا. وأعابت وزارة الدفاع الروسية على نظيرتها الأمريكية عدم اطلاعها مسبقا بأنها ستقوم بإسقاط الطائرة السورية رغم أن طائرات حربية روسية كانت لحظتها تقوم بمهام عسكرية في المنطقة. وطالبت وزارة الدفاع الروسية، البنتاغون بفتح تحقيق معمق لمعرفة ملابسات هذه الحادثة ودوافع تصرف العسكريين الأمريكيين بمثل هذه الكيفية. وجاء قرار موسكو بوقف التعاون الجوي مع واشنطن بعد أن سبق للطيران الحربي الامريكي أن قصف قاعدة جوية سورية شهر أفريل الماضي وهو ما جعلها تعتبر حادثة إسقاط الطائرة السورية بمثابة عدوان ضدها وعدم اكتراث أمريكي بقواعد القانون الدولي في هذا المجال. وأكدت الحكومة السورية من جهتها أن إسقاط طائرتها في أجواء مدينة الرقة عندما كانت تقوم بمهمة عسكرية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في هذه المدينة التي اتخذها معقلا رئيسيا له في سوريا.