احتشد نحو مليون متظاهر في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة، أمس الجمعة، للمطالبة بإسقاط حكومة أحمد شفيق، واستكمال تحقيق مطالب الثورة، والتعبير عن التضامن مع ثورات الشعوب العربية في ليبيا واليمن والبحرين والمغرب. كما طالب متظاهرون بمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك. ودعا ائتلاف شباب الثورة إلى المظاهرة التي تتزامن مع ذكرى مرور شهر على اندلاع ثورة 25 جانفي التي أسقطت نظام مبارك بعد 30 عاماً في الحكم. وحدد الائتلاف 4 مطالب للمظاهرة، على رأسها إقالة أحمد شفيق رئيس الوزراء وتشكيل حكومة انتقالية من التكنوقراط الوطنيين المستقلين والتخلص من بقايا النظام السابق في الحكومة، والإفراج عن المعتقلين السياسيين ومسجوني المحاكم الاستثنائية قبل وبعد 25 جانفي، وحل جهاز مباحث أمن الدولة، وتشكيل لجان قضائية مستقلة مطلقة الصلاحيات للإسراع في محاسبة المتورطين في قتل الثوار وتعذيبهم والمتسببين في الفساد الذي تفشى في الحقبة السابقة. وحذر الائتلاف من أن ''التباطؤ في تنفيذ المطالب السياسية المشروعة لجموع الشعب المصري قد يؤدي إلى المزيد من الاحتقان وعدم استقرار الأوضاع''، مشدداً في الوقت نفسه على ''مصرية الثورة ووطنيتها وعدم احتكار أي فصيل لها''. وعبر محتجون عن مخاوف من ''ثورة مضادة''، قائلين إن مساعدين لمبارك يسعون للتسلل للعودة إلى السلطة، ''ربما بإضفاء طابع جديد على الحزب الحاكم. كما عبروا عن قلقهم من بقاء وزراء عينهم مبارك''. وكما كان متوقعا من طرف منظمي الاحتجاج في مصر، فقد شهد ميدان التحرير إقبالا واسعا للمطالبة بحل مجلس الوزراء الجديد الذي ظلت فيه وزارات الدفاع والعدل والداخلية والخارجية دون تغيير. وذكرت رويترز نقلا عن نشطاء أن تجمع أمس الجمعة يهدف إلى توحيد المصريين في حملة لتشكيل حكومة خبراء تستبعد الحرس القديم لمبارك. وقال يحيى صقر -وهو أحد المحتجين من مجموعة شباب 25 جانفي- إن هناك غضبا في الشوارع من كل شيء له صلة بمبارك، وإنهم ''يكرهون رؤية أتباعه باقين في السلطة''. في هذه الأثناء تعهد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر بحماية ثورة 25 يناير، وأكد أنه لن يسمح بما سماه محتجون ثورة مضادة من مساعدي الرئيس السابق حسني مبارك. وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة إنه لاحظ استخدام تعبيرات سياسية مثل ''الثورة المضادة''، وشجب ما سماها محاولات إحداث فتنة،ئقائلا إنه يتخذ كافة الخطوات لتحقيق متطلبات الشعب. وشدد بيان المجلس على أنه ''لا عودة للماضي، وأن الهدف الأسمى حاليا هو تحقيق أماني وطموحات هذا الشعب العظيم''. ومن جهة ثانية، شدد الجيش المصري إجراءات حظر التجول في الشوارع المؤدية إلى ميدان التحرير وكثفَ وجوده هناك، وحرك عددا من الدبابات في اتجاه الميدان.