دعا فنانون تشكيليون خلال ندوة نظمت مساء أول أمس على هامش المعرض الجماعي حول ''الرمز'' الذي يحتضنه ''مركز التسلية العلمية'' لمؤسسة ''فنون وثقافة'' بالعاصمة، إلى إنشاء مدرسة للرموز بالجزائر لتطوير هذا الأسلوب المستلهم من الوشم التقليدي ومختلف الرسوم البربرية، مبرزين الأهمية التي يكتسيها هذا النوع من الرسم في الحفاظ على جزء من التراث الوطني غير المادي الذي يتميز برموز ورسوم قديمة. وأكد الرسامون على ضرورة إنشاء مدرسة للرمز تتيح للمبدعين الشباب تطوير حساسياتهم الفنية وتوفر لهم فضاء للتبادل والإبداع والتجديد. واعتبر الفنان التشكيلي نور الدين شغران، وهو تلميذ إسياخم وأحد مؤسسي مجموعة ''أوشام'' التي تضم أشهر الفنانين التشكيليين المتقنين لأسلوب الرمز، أنه بالرغم من وجود هذه المجموعة، إلا أن ''رسم الرمز يبقى يشكل شيئا جديدا عندنا''، موضحا أنه ''علينا استغلال جميع الرسوم التي يزخر بها تراثنا والتي تملك دلالة كبيرة لجعلها مدرسة، حيث أن هذه الرموز سواء كانت على أوان فخارية أو زراب أو وشم، توحي برسائل، وبالتالي فإن الأمر يتعلق باتصال عن طريق الرسم''. كما عبر عن استيائه لنقص المراجع والبحوث المعمقة حول دلالة الرموز البربرية، مؤكدا أن المعنى الحقيقي الذي تنقله بعض الكتب الأجنبية غير صحيح، مشيرا إلى أن البحوث لم تتطور كثيرا في هذا المجال. من ناحية أخرى، اعتبر الرسام التشكيلي نور الدين حموش أن الرمز هو طريقة للتعبير تعود لزمن قديم، حيث كانت نساء الريف تستعملنها، وهي مستوحاة من الطبيعة، موضحا أن الرموز البربرية تشكل مجالا ''يستحق الكثير من البحث الأنتربولوجي لفهم دلالتها''.