أصحاب غرف التبريد "يخزنون" البطاطا عوض توجيهها إلى الأسواق كشف رئيس اللجنة الوطنية لوكلاء أسواق الخضر والفواكه، محمد مجبر، أن جفاف الأرض بسبب الحرارة الشديدة التي شهدها فصل الصيف الماضي ساهمت في ارتفاع اسعار البطاطا الذي عاد سيناريو غلائها في الواجهة. ويرى مجبر في تصريح ل«البلاد" أن سعر البطاطا الذي بلغ 80 دج الى جانب الطماطم والخس والفلفل التي قفزت اسعارها الى اللامعقول بسبب الانتقال من موسم الصيف الى الخريف والذي يشهد تغيير المنتوج خاصة أننا لا نستطيع أن نداوم على منتوج محدد طيلة السنة. وطمأن مجبر المواطنين بإن الاسعار ستنخفض خلال الايام المقبلة. وأرجع محدثنا ارتفاع اسعار البطاطا الى جفاف وصلابة الأرض وصعوبة جنيها مما استدعى الاستعانة بالبطاطا المخزنة التي تعد كميات قليلة لبيعها الى ان يتم جني البطاطا. وبرر رئيس اللجنة الوطنية لوكلاء أسواق الخضر والفواكه، ارتفاع أسعار الخضر والفواكه، بجشع تجار التجزئة الذين لا يحترمون الأسعار، ويستغلون فرصة ازدياد الطلب على منتوجات معينة، لرفع الأسعار أمام غياب الرقابة، مشيرا إلى أن وكلاء الخضر والفواكه لمّا يتلقون المنتوج من الفلاح، يبيعونه بأسعار معقولة، غير أن تاجر التجزئة وبحكم شرائه السلع دون فوترة، الأمر الذي لا يضع له حدّا في تحديد هامش الربح، وبالتالي تكون لديه الحريّة المطلقة في تحديد الأسعار، ضاربا مثالا بسعر الخس الذي يتم بيعه من قبل الوكلاء بسعر 20 دج للكلغ الواحد، غير أن سعرها في السوق يتراوح بين 180 و200 دج للكلغ. الى ذلك، تشهد مختلف الأسواق الشعبية والمحلات التجارية المتواجدة عبر بلديات ولاية البويرة ارتفاعا جنونيا لأسعار الخضر والفواكه وعلى رأسها البطاطا التي بلغ سعر الكلغ الواحد منها 80 دج، الأمر الذي لقي استياء وتذمر المستهلكين خاصة أن هذه المادة تعتبر واسعة الاستهلاك. ارتفاع سعر سيدة المائدة كما تلقب عند الجزائريين يوما بعد يوم ليصل عتبة 80 دج أصبح يُنذر بتكرار أزمة البطاطا مجددا وسط احتكار المضاربين وتخزينها في غرف التبريد دون إخراجها لضبط أسعار السوق. واستنادا إلى تصريح بعض الفلاحين فإن غرف التبريد في مدينة عين بسام والهاشمية وقصر الشلالة وأولاد براهيم وغيرها من البلديات التابعة لولاية المدية أقدم أصحابها على إحكام قبضتهم على المخزون رافضين تسويقه إلى غاية بلوغ سعره رقما قياسيا لم يسبق أن شهدته هذه المادة من قبل هذا في الوقت الذي يحذر فيه التجار من تأزم الوضع أكثر فأكثر في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد وانخفاض مدخول المواطن وانعدام فرص التشغيل وغيرها مع ارتفاع تكاليف الحياة المعيشية. ومن خلال الجولة التي قادت يومية البلاد إلى سوق بوعكاز ببلدية عين بسام والسوق اليومي الواقع وسط عاصمة الولاية لاحظنا ارتفاعا في أسعار اغلب الخضر والفواكه فسعر الطماطم على سبيل المثال 180 دج وسعر الفلفل قفز من 120دج إلى 160 دج للكلغ الواحد هذا في الوقت الذي شهدت فيه أسعار البطاطا زيادة ب 10 دج للكلغ الواحد مقارنة بالأسبوع الماضي التي كان سعر الكلغ الواحد من هذه المادة يباع ب 70 دج. وفي هذا السياق أرجع بعض العارفين بخبايا بورصة أسعار الخضر والفواكه أن ارتفاع الأسعار يعود إلى ضعف الإنتاج الوطني ونقص العرض في السوق الوطنية في الثلاثي الأخير من كل سنة، في حين أكد آخرون أن تخزينها في غرف التبريد تحسبا للفترة الشتوية، فتح المجال أمام المضاربين والتجار الجشعين لرفع أسعارها إلى أقصى مستوى مطالبين بضرورة تدخل وزارة الفلاحة ومصالح وزارة التجارة لوضع حد لظاهرة ارتفاع الأسعار خدمة للصالح العام.