ذكر مصدر جمركي عن المديرية الجهوية لجمارك تلمسان التي تضم في عضويتها ولايات سيدي بلعباس وعين تموشنت وسعيدة، أن مفتشيات الأقسام في عدد من النقاط الثابتة والمراكز المتقدمة، وضعت قائمة تضم 3 مغاربة لهم باع طويل في إغراق التراب الجزائري بأطنان الكيف المعالج، الذي عادة ما يتم تهريبه إلى الجزائر عبر ثغرات غير مراقبة من قبل الأجهزة العاملة على مناطق التماس الحدودية. وحسب المصادر نفسها، فإن أسماء هؤلاء المغاربة الذين يقيمون في مدينة وجدة شرق المملكة المغربية، ذكرت في محاضر الضبطية الجمركية على إثر حجز كميات هامة من السموم القادمة من المغرب في الحاجز الاقليمي بمقطع بوغرارة بمدينة مغنية الحدودية. ولفت المصدر إلى أن المشتبه بتورطهم في تعويم المناطق الحدودية الجزائرية بالكيف المغربي، صدرت ضدهم مذكرات بحث وتوقيف . وتم إشعار جميع الأجهزة الأمنية المشتركة بخطورتهم لوقوفهم وراء عدة عمليات تهريب، لاسيما عملية حجز كمية 84 كلغ من الكيف في دائرة مرسى بن مهيدي، تم على إثرها اعتقال جزائري يبلغ 40 عاما، من قبل عناصر الفرقة المتنقلة للجمارك وأسفر التحقيق عن ورود اسم بارون مغربي قام بتسليم بضائع الكيف إلى جزائريين عبر مسالك ريفية على الشريط الحدودي بين البلدين، بالاضافة إلى ضبط كمية 116 كلغ من المخدرات من قبل أعوان الجمارك لفرقة سبدو، بالتنسيق مع مركز الحراسة لهنين إثر مراقبة مركبة مشبوهة على الطريق الوطني رقم 22، وتم توقيف سائق السيارة، الذي لم يتوان عن كشف هوية بارون مغربي آخر سلم البضاعة إليه بطلب من شبكة جزائرية محل بحث معمق لتحديد أفرادها. وكانت المديرية الجهوية للجمارك قدرت قيمة السلع المحجوزة بأكثر من 7.9 ملايير سنتيم. وحسب المصادر نفسها، فإن الأبحاث الجمركية الواسعة سمحت خلال الفترة الممتدة بين 1 سبتمبر إلى غاية الخامس اكتوبر من الشهر الجاري بوضع اليد على 27 مهربا بينهم 13 يصنفون ضمن فئة المهربين الدوليين للكيف المعالج وتم ضبط 17 مركبة و3 شاحنات كانت تنقل السموم من وجدة المغربية إلى مناطق حدودية بباب العسة، مرسى بن مهيدي، مغنية ومسيردة وتوزيعها على شبكات إجرامية مختصة في الاتجار في الكيف المعالج، لها دراية واسعة بمنافذ التهريب غير المراقبة. وبحسب لغة الأرقام الجمركية، فإن هذه العمليات الهامة مكنت مصالح الجمارك في كل من تلمسان، عين تموشنت وسيدي بلعباس بضبط ما يقرب عن 4 قناطير من المخدرات، بالاضافة إلى حجز ما يناهز عن 458 كلغ من النفايات النحاسية التي كانت مهربة إلى المغرب واعتقال على ضوء هذه العمليات 15 شخصا جرى إيداع 10 منهم الحبس المؤقت ووضع البقية تحت الرقابة القضائية. وذكر المصدر أنه جرى تدوين تراجع لافت خلال الفترة نفسها في تهريب الوقود الجزائري إلى المغرب، لا سيما مادة المازوت، بعد ما احبطت عمليات تهريب 451 لتر منه، وذلك نتيجة الاجراءات التي تتبعها الدولة الجزائرية في حماية مواردها من الاستنزاف والتهريب، لا سيما الخندق الكبير الذي شيده عناصر الجيش وباقي الاجهزة الامنية بالشريط الحدودي مع المغرب بعمق 6 امتار والذي يحول دون مرور سيارات التهريب المحملة بالوقود إلى المغرب، في الوقت الذي يبقى التساؤل قويا بخصوص المنافذ الاخرى أو "الشقوق"، إن صح التعبير الحاصلة على مستوى الخنادق العميقة، التي تلجأ إليها عصابات تهريب الكيف المغربي إلى الجزائر، في ظل التدابير الواسعة المفروضة على نقاط واسعة من الشريط الحدودي لمنع مزيد من عمليات التهريب وإحباط إغراق الجزائر بالزطلة المغربية.