تمكنت مختلف المصالح الأمنية بولاية تلمسان خلال السنة الفارطة من حجز أكثر من 80 قنطارا من المخدرات عبر مختلف المناطق الحدودية في أكبر العمليات منذ عشر سنوات، جاءت بناء على تقارير استخباراتية محكمة إعتمدت عليها مصالح الدرك الوطني بالتنسيق مع مصالح الأمن والجمارك ضمن الاستراتيجية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ منذ بداية السنة المنصرمة لتتوسع هذه السنة بمخطط إضافي بإمكانه مضاعفة نشاط المصالح الأمنية التي دخلت في حرب مفتوحة مع أباطرة المخدرات بتلمسان والتي حولت نشاطها من الزوية نحو بلدية البويهي والعابد الحدودية باتجاه ولاية النعامة التي عرفت في اليومين الأخيرين حجز أكثر من 20 قنطارا من الزطلة المغربية التي يكثر عليها الطلب. تمكن أعوان حرس الحدود نهاية الأسبوع المنصرم في النعامة من حجز 15 قنطارا من الزطلة على مستوى منطقة الزوية المتاخمة لتراب المملكة المغربية، وقبلها العملية التي تمت بمنطقة أولاد قدور أين تم حجز 237 كلغ من الكيف المعالج، وحسب مصدر أمني عليم، فان عملية حجز هذه الكميات الكبيرة من السموم استعملت فيها جميع الإمكانيات ووظفت فيها جميع الأوراق، فعلى سبيل المثال فقد أوقعت مصالح الدرك الوطني بمنطقة الزوية الحدودية ببارون مخدرات كان يستعمل هاتفا نقالا لقيادة بشبكة جزائرية حيث تم رصد تحركاته والإيقاع به رفقة شريكيه، وهي نفس العملية التي مكنت من حجز 12 قنطارا من الكيف بدائرة مغنية الحدودية كانت بصدد التهريب نحو ولاية وهران، وقد مكنت هذه العمليات المحكمة والمتتالية لمصالح الأمن من تفكيك عشر شبكات دولية لتهريب الكيف المعالج وتوقيف خمسة بارونات مخدرات واحد منهم يحمل جنسية مغربية كان يتنقل بأوراق مزورة، كما سمحت أيضا باسترجاع أربع سيارات مسروقة، وهي المركبات التي أصبحت شبكات التهريب تستعملها عبر نقاط حدودية مشتركة. في السياق ذاته ورغم الإجراءات الجديدة التي انتهجتها مصالح الأمن المشتركة إلا أن الزطلة لا تزال تمر عبر الشريط الحدودي أكثر من ذي قبل وحتى الخنادق التي شرعت مختلف المصالح الأمنية في انجازها عبر الشريط الحدودي لم تمنع المهربين من مواصلة نشاطهم المكثف وهو ما يستدعي تضافر الجهود والطاقات لإفشال مخططات المهربين وهذا بإشراك الجيش في التصدي لبارونات الكيف الذين اغرقوا الجزائر بسمومهم. هذا وكشفت مصالح الامن في تقريرها السنوي عن حجز 55 قنطارا من الكيف المعالج 134.9 غرام من الكوكايين، وتمت علميات الحجز إثر كمائن وحواجز ودوريات قامت بها الفرق المتنقلة لمصالح الأمن على مدار السنة لمراقبة الطرقات والمسالك الثانوية بالمناطق الحضرية المتاخمة للحدود. وعرفت تجارة المخدرات تناميا كبيرا خلال هذه السنة حيث أحبطت مصالح الأمن المشتركة العديد من العمليات خاصة على مستوى المناطق الحدودية، حيث تم تسجيل ارتفاع منحنيات تهريب المخدرات والكوكايين بعاصمة الزيانيين، فقد حجزت مصالح مكافحة المخدرات والدرك الوطني والجمارك أزيد من 48 طنا من المخدرات، منها اكثر من 18 طنا حجزتها مصالح الجمارك لوحدها، وقد أصبح بارونات الكيف يتفنون في تهريب المخدرات ويعتمدون على السلع الراقية التي يكثر عليها الطلب وسط وشرق الجزائر ثم الدول الأوربية، حيث لم تعد الجزائر منطقة استهلاك واسعة فقط بل تحولت إلى منطقة عبور لمختلف السموم نحو الدول الأوروبية كفرنسا واسبانيا، وفي هذا الصدد أوضحت مصادر جد مطلعة ل "السلام" أن المهربين غالبا ما يستعملون سيارات مسروقة دون وثائق للتخلي عنها في حالة الخطر، حيث تمكنت مصالح فرقة مكافحة المخدرات والجمارك والدرك من حجز أكثر من 20 سيارة مسروقة عبر عدة نقاط هامة وقد انتهجت مصالح الأمن استراتيجية جديدة للتضييق على المهربين عن طريق تكثيف الحواجز الأمنية واستعمال جميع الوسائل لإفشال مخططات المهربين الذين تضاعف نشاطهم خلال هذه السنة بشكل ملفت للانتباه. وفي سياق متصل فقد أكدت مصادر أمنية عليمة أن كمية المخدرات التي تمكنت عناصر فرقة محاربة المخدرات سواء بمدينة تلمسان أو المناطق المجاورة من حجزها تعد الأكبر من نوعها خلال هذه السنة.