خلّفت الأمطار المتساقطة خلال ال24 ساعة الماضية، حالة طوارئ قصوى في عدّة ولايات، حيث شلت حركة المرور، وتسببت في انسداد البالوعات وانهيار عدة منازل وإصابة 10 أشخاص بجروح معظمها في حوادث مرور متفرقة. وفضحت ساعات قليلة من التهاطل غش المقاولات ومشاريع البريكولاج في قطاعات التهيئة العمرانية والتحسين الحضري والسكن والبنية التحتية. تجاوز عدد التدخلات التي أحصتها مصالح الحماية المدنية،عبر 11 ولاية وسطى وشرقية أكثر من 600 تدخل تتعلق أساسا بانسداد البالوعات وارتفاع منسوب مياه الأودية، وانهيار المنازل والبيوت القصديرية. وأوضح مصدر مسؤول من المديرية العامة أن "أغلب التدخلات سجلت خاصة في الجزائر العاصمة وعنابة وبومرداس بالنظر إلى كمية الأمطار الغزيرة المتساقطة"، وسجلت عدة إصابات بجروح بلغ عددها 10 حالات لم تكن خطيرة في حوادث انهيار المنازل وحوادث المرور. وقد تسببت السيول في قطع عدة طرقات في الجزائر العاصمة بسبب انسداد البالوعات ومجاري المياه وسوء التهيئة. وأفادت مصادر مسؤولة بالحماية المدنية لولاية بأن مصالحها تدخلت لإغاثة 108 عائلات في مناطق متفرقة غمرتها الأمطار، ما تسبب في انهيار بنايات قديمة تأثرت بموجة التقلبات الجوية الأخيرة. وبولاية الطارف فضحت الأمطار المتساقطة على قلتها، مشاريع التهيئة التي يتبجح بها المسؤولون المحليون، حيث غمرت المياه التي اختلطت بقنوات الصرف الصحي الشوارع الرئيسية للبلديات الكبرى كالقالة، الذرعان، البسباس وبوثلجة، وشلت الحركة تماما. أما الحي الإداري الجديد الذي يضم مقرات الإدارات المحلية والمديريات التنفيذية فقد تحول إلى بحيرات وبرك مائية غمرت حتى المقر الجديد للولاية، ما جعل المواطنين يطالبون السلطات المحلية والمركزية بفتح تحقيقات معمقة في مشاريع الإنجاز التي وصفوها بأكبر فضيحة غش واحتيال استنزفت الملايير من خزينة الدولة في مشاريع بناء وتهيئة سرعان ما كشفت عيوبها الأمطار المتساقطة. وبولاية خنشلة، سجلت المصالح المعنية انهيارا جزئيا لبناية بقرية فريجو، وانهيار سقف اسطبل ببلدية بني سنوس في ولاية تلمسان، وكذا تسرب مياه الأمطار بعدة منازل، ومؤسسات عمومية عبر مختلف أحياء ولاية بسكرة، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية لشفط المياه المتسربة إلى تلك المنازل والمؤسسات. وفي باتنة، تسببت الأمطار المتساقطة في عرقلة حركة المركبات والراجلين، خاصة بعاصمة الولاية. كما حالت دون التحاق العديد من التلاميذ بالمؤسسات التربوية الواقعة بالمناطق الجبلية، لاسيما ببلديتي ايشمول وآريس. وفي هذا السياق، شلت الاضطرابات الجوية حركة المرور بالعديد من الطرق الولائية والوطنية، حيث وجد مستعملو الطريق الوطني رقم 37، الرابط بين الشريعة والبليدة صعوبة كبيرة في التنقل بسبب سيول الأمطار، كما سجل انقطاع حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 15، الرابط بين تيزي وزو وبلدية عين الحمام، حيث توقفت الحركة لعدة ساعات بمنطقة تيروردة. وفضحت الأمطار الغزيرة المسؤولين الذين لم يتمكنوا من التحكم في الوضعية، في تساقط أمطار الخريف، قبل حلول فصل الشتاء، حيث تزامنت الأمطار وانقطاع عدة محاور طرق ما تسبب في عدم تمكن المئات من العمال من الالتحاق بأماكن العمل. وأغلقت المياه الراكدة عدة أنفاق كما هو الحال بالنسبة للنفق المجاور لمحور الدوران بالحطاب في عنابة، وغيرها من محاور الطرقات التي لم يتم حل مشاكلها التقنية وتنظيفها ليتكرر نفس المشهد مع تساقط الأمطار. اضطرابات جوية أخرى مرتقبة خلال الأيام المقبلة وأوضحت مصالح الأرصاد الجوية أن اضطرابات جوية أخرى ستحل بعدة مناطق ساحلية للوطن، الأيام القادمة، بسبب موجة البرد التي تجتاح ال قارتين الأوروبية والإفريقية. وذكر الخبيرفي الوقاية من الفيضانات آيت عمارة حسن أنه لمواجة خطر الفيضانات لا يكفي فقط رصد الأغلفة المالية وانتظار إنهاء إنجاز السدود في السنوات المقبلة لأننا أمام موسم شتوي وتحولات مناخية كبيرة لذا لا بد من التوصل إلى إستراتيجية تسمح بحماية أكثر في الوقت الراهن لأولئك الذين يقطنون في بيوت تقع على ضفاف الوديان الميتة، لذا لا بد من التفكير للوصول إلى حلول فعلية تسمح بتفادي وقوع أية كوارث طبيعية لأنه يمكن أن نحتاط قبل أن يقترب منا الخطر ويهدد بوقوع خسائر مادية وبشرية. وأضاف عمارة أن الدولة والجماعات المحلية تقوم بإنجاز المنشآت وهياكل الحماية والمبادرة بكل تدابير الوقاية ومساعدة السكان المعنيين قصد المحافظة على الإطار المعيشي والأملاك والوقاية من المخاطر في المناطق المهددة بصعود الطبقات المائية الجوفية، كما منعت المواطنين من حرث وغرس الأشجار وتمرير الحيوانات أو القيام بأي نشاط يمكن أن يتلف تركيب المنشآت الموجودة على حواجز الحماية من الفيضانات.